من قال لك أنك في الجنة؟

تعبٌ كلها الحياةُ فما .. أعجبُ إلا من راغبٍ في ازديادِ

خلق الله تعالى البشر لعبادته وبين لهم أن الطريق للنعيم المقيم يكون بالعمل الصالح واستغلال نعم الله تعالى من الصحة والفراغ في الصالحات فحال الدنيا الفناء أما الجنة فهي دار الجزاء التي أعدها الله تعالى لعباده الصالحين حيث السعادة الدائمة والصفو الذي لا    يعكره كدر.
ولولا أكدار هذه الدنيا لغفل العبد عن الموعد والمنتهى ونسي أنّه في دار لا بقاء لها وأنّه عمّا قريب سيرحل عنها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والتمكين في الأرض؛ فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا؛ لم يكن له في الآخرة من نصيب»

لو خلق الله الدنيا للذة لم يكن للمؤمن حظ منها، إن الله يبتلي عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم فكلهم يأتيه من المصائب والبلايا بنصيب فلا نعيم فيها يبقى ولا راحة فيها تكون ولا استمرار فيها يدوم.

يلاحظ الدارس لمجتمعاتنا أن الشكوى كثيرة شائعة وأن عددًا كبيرًا جدا من الناس يتحدثون بأنهم أشقياء في حياتهم وأنهم لم يذوقوا للسعادة طعما حتى قال بعض الكاتبين: إن بلادنا هذه من حقها أن تُسمَّى “بلاد الشكوى”.

وقد يكون هناك حقيقة من فاضت به كؤوس مصائبه وشقائه فحق له أن يعد نفسه غير سعيد أو يُقرر أنه شقي ولكن الملاحظ كذلك أن كثيرين يعدون أنفسهم أشقياء ولو أنهم تبصروا الحقائق وواجهوها لما عدوا أنفسهم كذلك.
إن من أهم أسباب السكينة و الراحة النفسية، شعور المؤمن بنعمة الله عليه يقول تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ}.
إن الإنسان هو الظالم لنفسه فقد جاءه الهدى من الله عز وجل وبين له ربه حلاله وحرامه وأرشده إلى مسالك التقوى والراحة والرضا وعرفه ما يكون به صلاحه في الدنيا والآخرة فتنكب طريق السلامة إلى طريق المهالك والخسارة ورجح فساد أمره وحتى عاجله وأعمى بصره وبصيرته عن الهدى قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

إن النعيم الذى لا يشوبه نغص والفرح الدائم والسعادة الأبدية والبهجة التى لا تنقطع لا توجد إلا فى مكان واحد وهو الجنة فلا ترجو ذلك من الدنيا وتذكر أن عدالة الأرض كذبة ولا تجزع لظلم وأذى فمن قال لك أنك في الجنة؟
ترجو البقاء بدار لا بقاء لها .. وهل سمعت بظل غير منتقل

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر