ميكنة الشوارع والطرق1 / شوارع تلتهم مياه الامطار

ميكنة الشوارع والطرق 1- شوارع تبلع مياه الامطار كانت الطرق قديما عبارة عن طريق ترابى ممهد ومعبد لتسير عليه العربات التى تجرها الاحصنة .. والمدن كانت صغيرة واعداد سكانه قليل . ومع تطور المدن وتوسعها وزيادة وارتقاء الخدمات التى تقدم لسكانها ومع زيادة الانشطة من تجارى وصناعى وخدمى .أنشئت شبكات المياه والكهرباء والغاز والصرف الصحى .وايضا شبكات تصريف مياه الامطار . ومع ازدياد اعداد السيارات وارتفاع المبانى لم يعد الطريق او الشارع الاسفلتى الناعم لسير السيارات فقط . بل اصبح للطريق مهام متعددة وخدمات كثيرة معظمها تحت الارض ومغطى بطرق هندسية جديدة وبديعة وراقية . واذا نظرنا الى ما يصبو اليه العلم ويحطط له الخبراء للطريق مستقبلا . اصابتنا الدهشة وايضا خيبة الامل . لاننا مازلنا نفكر ونخطط للشوارع والطرق بنظرة قديمة وبعقل بدائى وقبل ان نخوض فى هذا المضمار مضمار ميكنة الطرق . لابد لنا ان نذكر بعض السلبيات التى جعلت من شوارعنا برك للمياه وحفر وعائق يمنع تصريف مياه الامطار . لماذا شوارعنا تحتاج منا كل سنة الى رصف وخاصة الشوارع العمومية . ان الطريق الاسفلتى كان نقلة طبيعية لوجود النفط . فكان الزفت او القار وهو احد منتجات النفط الرديئة مع الحصى صنع حصيرة قوية وناعمة للطريق . مما جعل السيارات تجرى عليه بسرعة مع توفير كثير من الوقت والمال وحافظ على سلامة السيارات وايضا على البيئة اذ ان حركة السيارات تثير حولها الاتربة . بل ان بعض الدول المتقدمة ارتقت بالطريق الى مواصفات اعلى واجمل تنشد الكمال والجمال معا وسعت من خلال هذا التطوير الى المحافظة على البيئة فصنعت اليابان اسفلت به مواد تمتص الاصوات الناتجة عن احتكاك اطارات السيارات بارض الطريق فقللت الضوضاء ودولة اخرى صنعت اسفلت يمتص الماء مثل الاسفنج . فلا تغرق الشوارع . وهناك توصيات للتخلص من بعض انواع البلاستيك واطارات السيارات عبر تسييلها وتسييحها او صحنها وخلطها مع اسفلت الشارع للتخلص منها والمحافظة على البيئة وايضا لاعطاء الطريق مواصفات جديدة بخامات جديدة فيها المرونة والقوة مثل الكاوتشوك اطار السيارات . فالاسفلت لم يعد مكون من القار وحصى فحسب بل اصبح عملية صناعية وخدمية راقية . بل ان بعض الدول الاوربية شرعت ببعض التجارب لاستبدال الاسفلت بخلايا شمسية قوية لتسيير عليها السيارات للحصول على الطاقة الكهربية . ونحن لنا مأخذ على هذه التجربة لان الشوارع تظل طوال اليوم مغطاه بالسيارات ما عدا بعض الطرق الطويلة والسريعه فالعائد منها غير مجزى ولكنها تجربة تبين لك ان العالم اليوم لا ينظر للطريق على انه طريق تسير عليه السيارات فقط بل ان الطريق اليوم هو مفتاح التقدم ومفتاح لحل كل مشاكل المدن بل ووسيلة لو تم استغلالها بشكل صحيح تجعل مدن متقدمة ومتفوقة على اخرى . وتماشيا مع خطط وطموح وتخطيط الدول المتقدمة نذكر نحن هنا ان الاسفلت ذو اللون الاسفلت الذى يغطى شوارعنا كان سبب لارتفاع حرارة الارض نعم اصبح مع غاز ثانى اكسيد الكربون من اسباب سخونة الارض لان اللون الاسود يمتص اشعة الشمس ويحتفظ بها ولهذا يجب ان نغير لون الاسفلت الى لون اقل قتامة حتى يعكس معظم او جزء من هذه الاشعة والسخونة . فتصميم الطريق سواء كان اسفلت او خلايا شمسية يجب ان يكون به ميل قليل الى جانبى الطريق وهناك بالوعات صغيرة وعلى مسافات محسوبة متصلة بشبكة الصرف او شبكة مخصصة لمياه الامظار بحيث يتم توجيهها والاستفادة منها . ومياه الامطار والاستفادة منها لها حلول سنتكلم عنها فى حينها فميل الطريق مع البالوعات الجانبية مع شبكة الصرف ثلاث اذا فقط احدهم فقد الطريق رونقه ومهمته حتى لا يبقى على الاسفلت اى نقطة ماء . لان الماء مع حرارة الشمس واحتكاك اطارات السيارات بالطريق يتفاعلا مع طبقة القار الزفت فتجد البقعة التى بها الماء اصبحت عارية من الزفت لم يبقى الا الحصى الذى تحركه عجلة السيارات ويصبح الطريق ملئ بالحفر والمطبات . والسبب هو غياب احد الثلاث او احدهم وهم الميل والبالوعات وشبكة الصرف .وحينئذ يصبح الماء ماء المطر نعمة لا نقمة اذ انه يغسل الشوارع ويزيدها نظافة وجمالا بعكس ما يحدث اليوم فى شوارعنا ومن العجيب اننا دائما نسفلت الشارع بالكامل اذا وجدنا عدد من الحفر التى صنعها تراكم الماء وتفاعله بالاسفلت والسؤال هنا لماذا لا نصنع اسفلت الطريق مثل طوبة البناء يتم صب الاسفلت وكبسه فى مصنعه ومن ثم يتم وضعه ورصه دون الحاجه للعدد الكبير من السيارات والمعدات والعمال والفنيين الذين يقومون بسفلتت الشارع . وبحيث اذا تضرر جزء من الطريق تتم ازالته ورص الطوب الاسفلتى مكانه دون الحاجة لسفلتت كل الشارع ويتم توفير الجهد والمال ونحافظ على موارد الدولة او المدينة . ومن هذه النقطة وهذا المحور نستطيع ان ندخل الى مضمار ميكنة الطرق والشوارع وحل مشكلة تصريف مياه الامطار التى اصبحت تغرق مدننا كل عام ولم تضع الدولة او الحكومة لها اى حل الى الآن . ان ماتحت الطريق الشارع من اعماق وحتى مئات الامتار يسهل لنا كل شئ ويحل كل مشاكل المدن . فمياه الامطار التى تغرق شوارعنا وقرانا كل عام هذه المياه نستطيع ان نخزنها فى خزانات صغيرة متفرقه ومتصلة بعضها ببعض الخزان 100 ارتفاع فى 30 فى 30 الخزان الواحد يخزن 90 الف متر مكعب فى 1000 خزان على الاقل فى كل مدينة يكون المجموع 900 مليون متر مكعب م وبالنسبة لحجم الخزان من الممكن ان يكون 30 فى 30 فى 30 حتى لا يكون عميقا فى الارض مع زيادة عدد الخزانات من 100 الى 5000 خزان نظيفة يتم توجيهها الى اماكن الاستفادة منها والحل الافضل والاسهل ان توجه هذه المياه الى وحدات تنقية المياه ومن ثم توزيعها مباشرة الى الشقق والعمارات . ويجب ان تكون لمياه الامطار شبكة خاصة بها بعيدة عن الصرف الصحى . ان الطريق والرصيف تحته شبكة الكهرباء اسلاك اعمدة الانارة كابلات يتم عادة دفنها وتغطيتها بطبقة من الخرسانة القوية بعد وضع كمية مناسبة من الرمل حولها ومع كل تصليح يتم تكسيرها والتخلص منها ومن ثم عمل طبقة جديده من الخرسانه بعد التصليح . ولتوفير هذه الاموال وهذا الجهد يجب علينا صب بلوكات خرسانية مربع ناقص ضلع جاهزة وقوية مفرغة من الداخل ووضعها بجانب بعضها البعض ثم وضع الغطاء الخرسانى القوى فوقها ومع كل تصليح يتم رفع الغطاء ومن ثم ارجاعه ثانيا بدون اى تكسير وصب خرسانات وضياع للاموال . يجب ان تكون كل شبكاتنا التى تحت الارض مميكنة بهذه الطريقة . وهناك حلول اخرى كثيرة لحل ومعالجة مشكلة مياه الامطار التى تسقط بغزارة ولساعات وايام تفوق هذه الكميات قدرة وشبكة الصرف ومنها حل بسيط يجمع بين الاستفادة من هذه المياه وايضا الحصول على الطاقة الكهربية . ان شوارعنا وخاصة الاسواق وتجمعات المدارس والمستشفيات والمؤسسات الخدمية الحكومية وكثير من الشوارع العمومية .الشمس تحرق المارة صيفا والامطار تغرق الشوارع شتاءا ومع الاتربةتتحول هذه الاسواق وغيرها الى برك من الطين وبحيرات صغيرة من الوحل . ولتغيير هذا الواقع المؤلم الغير حضارى والذى به تنتشر الاوبئة والامراض والحشرات والزواحف الضاره . يمكننا عمل مظلات بطول الشارع مظلات الواح الطاقة الشمسية هذه الالواح تأخذ نصف عرض الشارع وليس كله حتى يظل الناس فى الادوار العليا يتمتعون بؤية الشارع والماره . هذه الالواح بها ميل وعلى جانبى الالواح مجرى كبير ومناسب لجمع هذه المياه وكل المجارى متصله بعضها ببعض ليتم تصريفها وهى فى الاعلى الى خارج المدينة او الى خزانات ضغيرة كما ذكرنا سابقا او الى محطات تنقية المياه . فهذه المظلات على فائدتها العظيمة لشوارعنا الا ان فائدتها اعظم لكثير من الدول الاوربية التى تتساقط عليها المياه بغزارة وايضا الثلج فتتعطل المواصلات هذه المظلة تحمى الطرق والشوارع وتكون مائلة وعلى احد الجوانب تجويف او مجرى لجمع المياه او الثلج الماء يسير بانسياب اما الثلج فيتم عمل كاسحة صغيره وخفيفة وتكسح الثلج الى المجرى والى الامام الى فتحات جانبية يسقط منها الثلج الى عربات تنقل الثلج بعيدا عن الطريق لحين تحولها الى ماء ومن ثم تصريفها عبر شبكات الصرف يتبع فى مقال قادم باسم حل مشكلة المرور وزحام العربات

 

الكاتب والمخترع / ا محمد ابراهيم عثملى

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author