نظرة المجتمع
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من السيدات اللواتي يعملن في المهن التي تعد من المهن الذكورية، وذلك نظراً لتدهور الوضع الاقتصادي في كل عائلة، حيث أن الراتب أو حصيلة اليوم الواحد لا تكفي متطلبات الحياة، مثل السيدة الحدادة التي تساعد زوجها، السيدة التي تقود التكسي، السيدة التي تقود شاحنة، السيدة التي تعمل في مشحمة وميكانيك السيارات، وكذلك السيدة التي ترسم لكسب قوت يومها قد تضطر أن تصبح بدلاً من رسامة فقط بل تقوم بعمليات الدهان أيضاً، وغيرها الكثير واللواتي يجلسن على البسطات، وبيع البطاريات والسجائر، والسيدة التي وقفت تبيع القهوة، إنهن أفضل سيدات المجتمع، هن سيدات مكافحات.
نظرة المجتمع لهن تختلف، قد يلقي البعض اللوم على الأهل والتربية، أو يتهمونها بالإستعراض، لماذا؟ لا ننكر أن بعض الأشخاص من المجتمع يقف إلى جانبها ويساندها ويدعمها، ويشجعها على متابعة عملها، إلا أن أغلبهم هم الأشخاص الهجوميين السلبيين بل المحبطين.
اعتادت أفراد المجتمع على رؤية الأنثى فقط بالمطبخ، هذا عملها أولادها وزوجها والفطور والغداء والعشاء والغسيل فقط، وجزء من هذه الأفراد يراها معلمة، طبيبة، ممرضة، محامية، محاسبة فقط، أما عن السيدات التي تدهن يستغربها الجميع، والسيدة التي تبيع قهوة وتسوق الحافلات نكرة، السيدة في معرض السيارات نكرة، السيدة التي تعمل في المصانع نكرة، لماذا ننظر بهذه النظرة إليهن؟؟ هل هي شفقة؟؟ أم استغراب؟؟
كل السيدات تحلم أن تكون ملكة في مملكتها معززة مكرّمة، أنثى بمعنى الكلمة، لكن ظروف الحياة هي التي جعلتها تلجأ لكسب قوت يومها وتمتهن الحرف الخطرة الذكورية، لذلك نطلب من الفئة التي تنظر إليهن بنظرات غريبة واستهجان ونقول لهم رفقاً بها، كما نوجّه تحية شكر للفئة المساندة المشجعة الداعمة لهن، نتمنى من الجميع مراعاة ظروف هذه النساء وتشجيعهن، ومنحهم الثقة وعدم الاستخفاف بهنّ و بقدراتِهن.
You must be logged in to post a comment.