هل التفاعل بين الزوجين يزيد الحب؟

لقد سمعت و قرأت عن هذا الرأي المتداول بين الناس و هو أن يأخذ الزوجين إجازة من زواجهما و يبتعدان عن بعضهما البعض بقصد إشعال نار الحب من جديد. من خلال خبرتي بالعلاقات الإنسانية بشكل عام خلصت إلى أن هذا الكلام غير صحيح، فكلما حصل خلاف بين الزوجين و بدل أن يتفاعلا معه و يبحثانه و يبذلان الجهد لإيجاد الأجوبة لما يعترض علاقتهما و ظروف حياتهما من أحداث و تطورات فإنهما يهربان من مواجهة التحديات التي تقف في طريق علاقتهما و يغلقان الطريق أمام تطور هذه العلاقة فيحبسان تجربتهما بالمرحلة الأولى و هي الحب في بداية حياتهما، هذا لا يدع مجالاً للعلاقة أن تنضج و تنتقل معهما في أحداث الحياة، المشاكل التي تعترض طريق الأزواج و عملية البحث عن حلول لها و إجابات للأسئلة المطروحة و مشاركة الأفراح و الأتراح معاً هي في الحقيقة أهم ما في الزواج، هو شراكة كاملة عبر أحداث الحياة و لا بد من أن يختار الطرفين أن يقفا معاً عبر هذه الأحداث المُتقلّبة و يعيشان تفاصيل حياتهما اليومية معاً بحلوها و مرها، الزوجين في هذه الحالة يتيحان لعلاقتهما بأن تكبر و تنضج، يقومان بتكوين ذكريات و مواقف معاً، فلا تقف علاقتهما عند اللقاء الأول و الحب الأول، لا بد أن يتمسكا ببعضهما البعض و يلزما بعضهما البعض بهذه الرابطة القوية، و مع الوقت و العشرة يعتادان على بعضهما بحيث يكون البعد صعباً بل مستحيلاً، لا أن يكون البعد هو الحل فتتسلل علاقات أخرى إلى حياتهما. إن من يرى أن الحل في الهروب سيتخذها عادة و سيكون دائم الهروب، لن يتمكن من بناء علاقات قوية مع من حوله و ستبقى علاقاته سطحية و باردة بدلاً من أن يكبر ضمن منظومة من العلاقات القوية الدافئة مع أُناس لا يتخلون عنه عند أول صعوبة تواجه علاقتهم. أرى أن فكرة الإبتعاد و أخذ إجازة بين الأزواج أخطر من الخلافات، لا بد من إيجاد استراتيجية لكل شيء في الحياة الزوجية لحل الخلافات، فبدل أن يبتعد أحدهما عن الآخر عليهما أن يأخذا هذه الإجازة معاً بعيداً عن مشاكل الحياة و يكونان معاً في تلك الإجازة يطوران علاقتهما و يؤججان شعلة الحب من جديد و يبنيان على ما تم البدء فيه و لكن بخطوات متجددة و متقدمة و ناضجة.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author