الأزواج و الزوجات شأنهم مثل سائر الناس لكل منهم شخصية مختلفة عن الآخر و قد يضطر الكثير من الأزواج أو الزوجات إلى التنازل عن آرائهم الخاصة من أجل أن تمشي عجلة الحياة دون منغصات و مشاكل ظانين أن هذا شيء جيد و صحي، بل على العكس أقول إن طمس ملامح شخصية الإنسان و عدم تعبيره عن مكنونات نفسه و قناعاته إذا استمر لفترة طويلة قد يمحو معالم هذه الشخصية و يحوله إلى ما يسمى بالزومبي و هو الميت الحي، و هذا مما يؤدي إلى سلسلة من المشاكل. الزوجين حين التقيا في بداية حياتهما الزوجية كان لكل منهما شخصية مميزة جذبت الطرف الآخر إليه أو إليها، فهل من الصحي و الصحيح أن يطمس أحدهما شخصية الآخر و يحوله إلى نسخة عنه و يتفرد بالقرارات لنفسه؟ أعتقد أن الحياة تكون أكثر متعة إذا احتفظ كل من الزوجين بشخصيته المميزة و أدلى بدلوه في كل ما يجد من أحداث الحياة. ما يحتاج الأزواج أن يقوموا به هو اللجوء إلى تطوير استراتيجية عن كيفية التعامل مع الخلافات و التوصل إلى آلية لكيفية اتخاذ القرارات، و هذا لا يمنع أن يكون هناك قائد للبيت بشرط أن يطور هذا القائد قدراته على قيادة البيت بحيث يكون قادراً على إعطاء شعور من الرضا لدى شريكه. لا بد أيضاً من تطوير استراتيجية للتعاطي مع الخلافات و أن لا يبقى بقايا غضب عند أحد الأطراف فلا يتم اسكاته و منعه من التعبير عن رأيه بوضوح ثم الخلوص إلى نتيجة ترضي الطرفين عبر الحوار الهاديء و الاستماع الجيد بكل محبة و احترام و عدم تجاهل طرف للطرف الآخر أو الصمت و مقاطعة الطرف الآخر و عدم الكلام معه. إن قمع رأي أحد الزوجين و عدم السماح له ببحث وجهة نظره له تبعات سلبية على المدى الطويل و قد يولد الكراهية مع مرور الوقت و قد يولد الشعور بالمرارة و فقدان الهوية. نخلص إلى أن الحوار الدائم بين الزوجين شيء مهم. يبقى أن نذكر أن اختيار الوقت المناسب للحوار و تخصيص جزء من اليوم أو الأسبوع لبحث الخلافات و حبذا أن يكون مصحوباً بأجواء جميلة و استعدادات خاصة مما يخفف من وطأة الخلاف و يجعل الأجواء طرية و المحبة تعم العلاقة حتى في الخلاف، هنا يصبح الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية و يصبح كما يقولون: (ملح الحياة).
You must be logged in to post a comment.