هل السعي للكمال عائق أمام الإنجاز؟!

بالنسبة للأشخاص المعتادون على الإنجازات في حياتهم يعتبر بحث النقاط التي تعزز الإنجاز أو تهدده موضوع بالغ الاهمية، فعامل إنجاز المهام في الوقت المناسب عامل له أهمية كبرى في حياتهم، ان عامل الوقت من العوامل الرئيسية التي يقوم عليها إنجاز العمل. النقطة التي أريد عرضها عليكم هنا أن الشخص حين يريد تنفيذ عمل معين فإن عليه أن يختار أحد أسلوبين لا ثالث لهما و هما يتلخصان بأن يختار بدء العمل فورا و يضع ما لديه من جهد و افكار مبدئية ثم يبدأ بتحسينها خطوة بخطوة حتى يصل بها إلى ما يريد في النهاية، أما الخيار الثاني فهو ان يظل يعمل على منتج كامل متكامل يرضى عنه كل الرضا و بعدها يطلقه. في الخيار الاول يعلم الشخص أنه سيضع نقطة انطلاق و يبدأ العمل فورا ثم يسعى لتحسينه الى أن يصل إلى النتائج التي يطمح لها فيكون من السهل عليه البدء بالعمل ثم تتدفق الأفكار و تزيد و يستكشف ما يحتاج لعمله اثناء قيامه بالعمل. اما الآخر الساعي للكمال فقد يكون لديه شيء من التردد و قد يخشى أن يأخذ بعض الخطوات لشعوره أنه لا يريد أن يخطو أي خطوة لا ترقى لطموحاته، قد تتطور هذه المشاعر إلى الخوف من اتخاذ الخطوات اللازمة في الوقت المناسب بسبب الخوف من أن ينقصها الكمال الذي يسعى إليه، هنا يصبح الطموح للكمال معوقا للإنجاز لأنه شكل خوفا للشخص حتى للبدء بالعمل، اذن أرى أن يبدأ الانسان بما لديه من قدرات و أفكار و يبني عليها و يحسنها حتى إذا وصل للوقت الذي يتوجب أن يطلق فيه العمل يكون قد انجز ما يتوجب انجازه حتى لو اعتراه النقص، لأن تحسين عمل تم التخطيط له و انجازه افضل من عمل لم يتم حتى البدء به بسبب الخوف من أن لا يكون متكاملا. ليسى من العيب أن يكون هنالك حاجة للتحسين فالكمال لله وحده، و السعي للكمال هو في الحقيقة اسطورة لأن النقص من طبيعة البشر و الأشياء و لا بأس بعمل يعتريه بعض النقص و نسعى لتحسينه بدلا من عمل لم يتم حتى البدء فيه لأن صاحبه يخشى من أن لا يكون كما يطمح له من الكمال.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author