وداعا أبي

وداعا أبي 

نظرت حولي فلم أرى سوى نسوة تولول

 خرجت مسرعة سمعت جماعة الرجال تهلل

 الله أكبر...الله أكبر

 تحطم قلبي الصغير وعقلي خذر وصرت لا أعي ما أفعل

ركضت اليك فوجدتك ساكنا فقلت: انظر اليا إني أحتضر

برهن أني أخطأت فهمهم وليس صحيحا الخبر

انهض واحضن صغيرتك التي لم تتخيل أن تكون بهذا المنظر

انهض لما تمثل عليا يا أبي لا تترك ابنتك على الأقل اليا انظر

لا تترك قلبي يحمل ألم فراقك وعليه يربى ويكبر

بقيت اصرخ لكن لا يجيبني وحرقة قلبي تذيبني

فجأة هويت على الأرض وهذا كل ما اذكر

حين فتحت عيوني وجدت بياض وجهك طغى على بياض القماش

ورأت عيوني سوادا طغى على كل ماكان اخضر

  اخذت مع روحك كل نقطة من دمي و صار وجهي شاحبا أصفر

انقضى الليل وأدبر

وكانت اول ليلة من دونك تمر 

جاء الصباح... ليته لم يحضر

قالوا ودعوه وقبلوه ودعونا نرحل

وحملوه ليسكن بيته تحت التراب ويقبر

حسبوا صمتي صبري الذي حمله لي

بل هو من حمل روحي معه فبم الجسد الميت يشعر

عادوا الى البيت ودخلوا كلهم وبقيت أرقبك ان تحضر

عقلي يعلم أنك لن تعود لكن قلبي منه يسخر

ومرت ليلة أخرى وانا موتك استنكر 

جاء صباح جديد مظلم ممطر

قدنا بعضنا للمقبرة وأتيتك محطمة الفؤاد قلبي مدمر

قالوا هنا قبر العزيز يمينا ويسارا صرت انظر

أكذب ما رأته عيوني وبكيت ودعيت

الكثير حضن قلبي بأسوة

البعض ارتميت في حضنهم اندب حظي

اتعجب من كل هذا حين أتذكر

عدنا وكم بجسدي يشتهي مكانا قربك

ان يصير رمادا حول قبرك ينثر

رحل الشباب وشاخ العمر بي فجأة

وفجأة وجدتني أكبر وأكبر

لم يتغير في الدنيا شيء

غير ان الحنان غاب

السعادة خبت والرأس شاب

لم يبقى ببعدك للحياة طعم

لا يسعدني لا طعام ولا ثياب

ظلمتني الدنيا وفجعتني فيك يا عزيزا

وأخذتك ولا أدري الى متى يدوم الغياب

لكن مالي سوى صبري عليك

فيوما اليك آتي

ولي عند ربي لصبري عليك الثواب

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
tarek - أكتوبر ١٨, ٢٠٢٠, ١:٠٩ ص - Add Reply

جميل جداً

You must be logged in to post a comment.
lilley - نوفمبر ٢٨, ٢٠٢٠, ١٠:٣٢ م - Add Reply

شكرا الله يخليك

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author