حينما كان الطفل يمشي في زقاق موحشة هوائها بارد وقدميه عاريتين وعيناه غائرتين بالدمع وقعت عينه فجأة على رسالة : " لا تجزع من جرحك والا كيف للنور أن يتسلل الى داخلك " .
إن كان هناك رسائل نستطيع حقا أن نضعها برؤوسنا هذه السنة فهي أن الجرح مهما سال سيلتئم وستبقى أثر ندوبه ليس لكي تؤلمنا ولكن لتنقش درس وعظة في مخيلتنا ، ليس هناك قوة تدمر الانسان مالم تدمره إرادته بنفسها ، والطمع هو سوسة تنخر فينا حتى تفقدنا كل شيء ، أما الجمال فهو ما يضحك له القلب سنين وليس ما تعجب به العين أيام ، كل ما نستبعده متوقع حدوثه وكل ما نتوقعه قد لا يحدث البتة ، الدعاء مجاب فقط اذا صدقنا انه مجاب ، والقناعة ليس غايتها ان نرضى بالقلة ولكن أن نرضى بهذه القلة لنحقق بها الكثرة التي تهبنا حياة هادئة وكريمة ،الحب ليس الا أكذوبة اذا لم يقبل الجانب المظلم منا وهو خديعة اذا مارسنا تحت اسمه التسلط ، ولكل باب مفتاح مشكلتنا أننا نبقى عالقين عند الباب المقفل ولا نلتفت لنفتش عن مفتاحه ، والذين حازوا السعادة لا يملكون أكثر مما نملك ولكنهم عرفوا كيف يستخدمون ما نملك ، والطريق الطويل يبدأ بخطوة نعم ولكن لتتجاوزه احتفظ بذكرى كل خطوة هكذا فقط ستدرك قيمته ، والضياع مؤلم ولكن به وحده يكمن جوهر قدسية الوصول ،وتخطيطك لقادمك جيد ولكن إدمان التخطيط دون عمل موت بارد ، والموهبة حتما موجودة بك عليك فقط إزالة قشورها التي تخفيها ،والعائلة كالشجرة لا ندرك قيمة وجودها حتى تكبر وتتجذر فتصبح لنا الموطن ولنا به حق عودة متجذر ، وأخيرا ضع يدك على قلبك تلامس كل قلوب البشر ؛ الهموم والاحزان والافراح والخذلان والطموح تدق أبوابنا جميعا ، قلوبنا واحدة ولكن لكل منا عين يرى بها الاشياء بوجهة مختلفة .
#لمى_عذاربه
You must be logged in to post a comment.