الربح من الانترنت

يُعتَبَر العمل الشغل الشاغل لكل إنسان في هذه الحياة، فقد أصبحَتْ – وللأسف – قيمة الإنسان مرتبطة وبشكل كبير في عمله أو مُسمّاه الوظيفي أو منصبه الذي تقلده لا بما يمتلكه من مهارات وأخلاق وصفات إنسانية.

ينقسم الناس إلى فِرَقٍ مختلفة حول فكرة العمل، فالبعض لا يهتم إلا بذلك اللقب الذي يسبق اسمه كـ (وزير / نائب / مدير / رئيس) ضاربا كل اعتبار آخر بعرض الحائط، والبعض الآخر لا يهتم بطبيعة العمل قدر اهتمامه بما سيجنيه من أرباح ودخل في ذلك العمل، وبعض آخر لا يهتم بألقاب أو أرباح وإنما يبحث عن تلك الراحة النفسية التي يفتقدها الكثيرون في الأعمال التي يقومون بها والتي أصبحت نادرة في زماننا هذا.

هنالك فئة من الناس ابتعدت عن كل مجالات العمل المألوفة التي عرفناها في حياتنا، فقرّروا أن يكسروا المألوف ويتمرّدوا على تلك القيود التي وضعها أرباب العمل للعاملين لديهم كـ (أوقات بداية ونهاية العمل – عدد ساعات العمل / إجازات / مغادرات / خصومات ... الخ) ليكونوا أنفسهم أرباب العمل والعاملين في  الوقت نفسه محبّذين في هذه الفكرة البُعد عن الاختلاط بمن قد يُفسد يومهم لسبب أو لآخر، ومن هذه الأعمال والتي انتشرت بشكل كبير وواضح في الفترة الأخير العمل من خلال شبكة الانترنت.

على صعيد آخر، وبين حين وآخر نسمع بعض الأقاويل التي تعمل على إثباط حماس المقبلين على هذه الأعمال – وأقصد هنا الأعمال التي لا قيود فيها كما ذكرت سابقا – بأنها أعمال لا أمان فيها وديمومتها غير مؤكّدة متحججين في ذلك – كعادتهم – بأمثال وكأنها أصبحت قواعد وقوانين لنسيّر بها حياتنا، فكما يقولون "عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة"، فالعمل في هذه الوظائف وإن كانت وظيفة حكومية أو خاصة أفضل بكثير من العمل على الانترنت مثلا، على الرغم من أنّ هنالك الكثير من الأمثلة لأشخاص تركوا وظائفهم حكومية كانت أو خاصة للتركيز في أعمالهم على الانترنت وجني دخل أكبر بكثير مما كانوا يجنوه في وظائفهم تلك...

أودّ الإشارة هنا إلى وجود مفهوم خاطئ عند الكثيرين حول ما يسمى بـِالرّبح من الانترنت، فهذا ما هو إلا مفهوم تسويقي ومصطلح يستخدمه البعض من أجل جذب من يسعون إلى الوصول دون تعب، إلى الباحثين عن مصادر لزيادة دخلهم دون حتى أن يدقّوا ولو مسماراً واحدا، وما أكثر من ينجذب إلى هذه المقالات أو الفيديوهات التي تتحدث عن أرباح من الانترنت خيالية دون عمل أو تعب وبوقت قصير جدا، إلا أنّ كلّ محاولاتهم باءت بفشل عظيم، فما تحصّلوا إلا على مضيعة أخرى لوقتهم واستنزاف لجهودهم دون فائدة.

لا تبقّ في مكان لا تجد نفسك فيه، عبارة مهمة على أي شخص أن يجعلها عنوانا له في حياته سواء العملية أو الشخصية، فإن تركت ذلك العمل لاذي لا تشعر بأنك تنتمي إليه وتوجهت إلى ما تهواه وترغبه فستجد نفسك شخصاً مؤثرا ذا قيمة وفائدة لنفسك وللآخرين، وبقاؤك في عملك القديم الذي لا تشعر بانتمائك له ما هو إلا مضيعة لوقتك وظلم حقيقي لذاتك، اكسر ذلك القيد الذي أحطتَ نفسك به وحلق في سماء أنت مَن سينشر الألوان فيها، وتذكر دائما "أن تفعل ما تحب كي تحبّ ما تفعل"

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author