آااه
آااه، كم تحمل هذه الكلمة في ثناياها من شتى معاني الألم والحسرة والغضب ويا ليتني ولو وليت وحبذا وآااه وآااه وآااه وألف آااه.
أرى في الألف الأولى من الكلمة وحدتي أثناء ركودي في غرفتي محدقة في سماءها لأرى اللون الأبيض قد تلطخ بغدر صديقة وكذب عزيز ونفاق طاهرة وجحود شقيق وظلم عادلة وخيبة أمل بصديق، فجأة يعتري اللون الأسود سماءي الملطخة وكيف لا! وقد فقدت القدرة على إبصار الملطخ من النقي!
أنتقل للألف الثانية من الآااه لأجدها سكينة مشحوذة بالندم الذي يقطع اوصال قلبي، هذا المسكين الذي تحمل الكثير، آااه يا قلبي آااه كم حملت على عاتقك من حب كاذب ووعود واهية، كم مرة كنت ضحية أهوائي ورغباتي ونزواتي. يا قلبي انت ميت وانا قتلتك!
أكاد أشعر الآن ببرودة الدم المراق من قلبي الميت على جسدي يسيل، لأرى الألف الثالثة طافية على بحر اجتر مياهه من عروقي. إنني أغرق! أهناك من يسمعني! أهناك من ينقذني! أهناك من يدفئني! أهناك من ينتشلني من مستنقع بدأت أسماكه نتهش لحمي!
هه!! آخر حرف، الحرف الذي أخذ يخاطبني بنظرات الإستهزاء والسخرية، الحرف الذي نظر إلي بنظرات اللذة والشهوة وكأنني قطعة من اللحم على طاولة سفرته المليئة بأطباق شبيهة لي، أطباق جميلة ذو رائحة زكية ولكنها أعدت في مطابخ يملؤها الجرذان والصراصير!
أريد نزع أقنعة الوحدة والندم والحيرة والغضب والبؤس لأدع نور الشمس يسطع على وجهي مرتدا عنه الحب والأمل والرضا والسعادة.
إستيقظي! إستيقظي! هذا هو النداء الذي أفاقني من ظلمة قيلولتي لأجد سقف غرفتي الأبيض مرة أخرى أحدق به ويحدق بي.
فن تجريدي جميل.
You must be logged in to post a comment.