خَلْفُ نَافِذَتِيْ..

خَلْفُ نَافِذَتِيْ.. 

يوم مرهق اصوات السيارات رائحة الموتورات، مخلفات التطور كل ذلك واكثر..

اذكر انني لم ار مثل هذا الازدحام من قبل حركة السير كانت متضاجعة وبشده.. انتظاري لمقعدٍ فارغ بإحدى وسائل النقل كإنتظاري لمستقبلٍ زاهر.. انها ضريبة دراستي الجامعيه.. بعد عراكات دامت لاكثر من نصف ساعة بحافلة النقل وجدت المقعد الذي لا اهاب الجلوس عليه.. فأنا اخاف ذلك المقعد الذي تتبعه قطعٌ من الحديد واهاب البداية منه المليء بالزجاج لربما اخاف من تهور السائق لازلت امتلك البضع من خوف الطفوله - لا بأس -.. 

شردت قليلاً ف مقعدي كان آمنًا وضعت برأسي على نافذة الحياه واخذت افكر بالقادم وعثرات ما مررت به اليوم...

المواصلات، خوفي من استبدال ذلك الدكتور الذي قدم ما بوسعه لأصل لدرجة جيدة باختباره لم يقلل بمجهوده علينا كان له الفضل من بعد الله سبحانه وتعالى.. اخذتني تلك النافذة لحوار المدرس الذي بدوره مدرسة بأكملها اتذكر عبارته الشهيره رائد كان كذا ورائد فعل كذا حتى انني اصبحت اسعى لان اصبح مثله فهو قدوة حسنه..

د.رائد يخرج كثيراً عن نطاق محاضرته فهو يستخدم اسلوب الربط في محاضراته ما ان نبدأ باحدى دروسه فيغلق الصفحات ويبدأ بالأمثلة يعطي ويعطي حتى نصل الى ما تحمله الوحده.. اتعجب من صبره، يحدثنا كثيراً يهتم لأمرنا وكأنه فردٌ منا يشاركنا الحديث والنصيحة،،، ...

يا الله الى اليوم لا زال الطريق كما هو ولا زال السائق لا يبالي بالاشخاص وأرواحهم وكأننا جثثٌ هامده لا ارواح بها ألعاب للأطفال نتنقل كيفما شاء....

بعد معركة السائق مع شوارع المدينه عدت لنافذتي متأملة مدى اصرار ذلك المدرس وكيف كان للغربة صديق لم يشكُ الهم ولم يخبرنا عن اليأس، ما كان ليذكر عن رحلته جزءٌ من المعاناةِ التي مرَّ بها كان يروي لنا الجزء الجميل من رحلته في الحياه؛ لربما اراد منا ان ننظر نحو الجانب المليء بالتفاؤل..

لم أسمع ما يسر به خاطري من الطلاب عن ذلك المدرس.. ولكن؛ خضت مغامره كانت مليئة بالعطاء مليئة بالتسليه والمرح كانت من اروع المحاضرات التي مررت بها في دراستي الجامعية..

فتحت عيناي.. كانت الفتاة تخبرني بأن فترة التأمل قد انتهت وعلي الاستيقاظ لمجابهة الواقع.. وضعت اجرتي بيد السائق مكملة طريقي نحو منزلي الذي لا يزال يبعد عني مسافاتٌ لا تحصى... منزلي عائلتي والدتي تنهيدة بعدها السماء ، حتى هنا كان لذلك المدرس بصمة عجزت عن ذكرها... اذكر انه كان نهار يوم الاحد كان والدي يطرق ابواب العودة لنا متواصل مع والدتي لإستقباله من المطار، حينها اخبرتني انها ستوصلني للجامعه لانها ستخرج من المنزل معي،لم افرح كثيراً كان الخوف يحتويني لا احد معها هي وحيدة في تلك المقاعد، رجوت منها ان لا اذهب للجامعه وان اذهب معها، رفضتْ بشده تركتني قلقه بشأنها..

لم أرسل لها المسجات كي لا تلهو بالهاتف اثناء القياده... ولكنها تأخرتْ، مضت اول محاضرة هي لم ترسل لي المسجات خرجتُ وانا تائهةٌ عن طريقي ضائعةٌ ابحثُ عن رسالةٍ منها لربما نسيتْ او لم تدرك الهاتف لربما كانتْ المشكلة في الشبكه.. حتى جاء ذلك الاتصال الذي حاولتُ الهروب منه باصطناع الحجج لها، جعلني اتوه في دنياي واتخبط لا اعلم ماذا فعلتُ لانال تلك الاخبار.. رأيت البشر من حولي كقطع منثورة لا قيمة لها فلا قيمة للدنيا دون وجود والدتي، بكائي كان كفيلٌ بتغطيةِ عينيّْ احاول ان اصل لها والدتي ليست بخير، هي.. ليست على ما يرام.... كانتْ اقوى صدمة بالنسبة لي انها تأذت كانت دائما تنجو ولكن هذه المره نجت بأعجوبه _الحمد الله _ بعد فترة من الزمن عندما عدت لجامعتي ودراستي لم ادرك من كان معي ومن وقف بجانبي ومن كان لي صديقاً مسانداً لي..

بدأت محاضرتي وكان المدرس ذاته شاهدا لما جرى من فوضاي وتلبكي لما وصلتني من اخبار.. تكلم معي واطمئن على والدتي هنا ادركت انه بالفعل هو جزءٌ منا هو فرد من القاعه بالفعل انه قدوة يقتدى بها..

لم اجد نفسي سوى انني امام منزلي مسرعة بالسؤال اين "امي"؟! 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author