قلبك موجوع يحتاج إسعاف ... نفسك مرهفة تحتاج إلى طبيب ... تريد الدواء ولا تأخذه ...عندك نبض اليقين قد خفت... دقات الإنابة قد توقفت سيطرت عليك نفسك أحكم القبضة عليك شيطانك بدأت من بين الهوى والنفس كالقتيل وبات هناك أنفاس الفطرة تتهاوى ...
نار المعصية متقدة وفي نفسك من برد اليقين ما لا يقاومها... ماذا تفعل؟ وما العمل؟
إن الذنب ولكن ما سببه؟ ما مانع التوبة؟ ما الذي يجعلني لا أقبل وأنا أريد ؟!
إن الذنب وليد تكيفات نفسك ونفسك هذه لا يمكن أن تكون إلا بحسب ما تطبع فيها .. فإذا تعودت على ذكر ما أو أمر ما ...أصبح هو سلطان القلب فما تكرر تقرر فما تكرره على قلبك يصبح هو علامته وقد قال ابن عطاء الله : " كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته؟ أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته؟ أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته؟ أم كيف يرجو أن بفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟" ...يأخذك ابن عطاء الله إلى واحة أخرى مع نفسك وهي أن بوابة النفس لتشرق أن تكون ذاكرة لا غافلة وبوابة الذكر بخلاف الغفلة أن ترحل إلى الله بأن لا تكبلك شهواتك وطريقك لهذا أن تفهم دقائق الأسرار ولن تفهمها وأن تتساهل بالصغائر من الذنوب والهفوات ... نعم إنه استسهال المعاصي وتصنيفها في نفسك وقد قال أنس بن مالك-رضي الله عنه-: " أنتم تعملون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر كنا نعدها في زمن النبي-صلى الله عليه وسلم- من الموبقات" أي المهلكات ! تخيل أن ميزان المعاصي عند يختلف وتعرف أنها سم زعاف ...وتخيل أنك تذوق مع المعاصي مرارة البعد وتستشعر لو تركتها جمالية القرب ...
هذا مع معرفتك بمقدار الرقابة المحكمة وحبك لسيدك الذي يراك ويسمع شكواك وتفر إليه في كربك ويجيبك عند الإضطرار وفي كل حال، إذا بدا لك حب ربي لك ونعمه التي تكتنفك وحسن رعايته لك تقارب لك حبه من حب غيره وأصبحت تقدم حبه على حب معاصيك ثم هات أذنك...
نعم اسمع هذه الهمسة .. وأغمض عيناك بعد ما تقرأ ...
أذنب عبد ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي فغفر له ربه فلا زال يفعل ذلك ويعود حتى يقول الله-جل ذكره-: "قد غفرت لعبدي فليفعل ما يشاء" ياه ياه !! رب يراك وأنت تعصيه وحريص عليك ولا يمل منك! أي رب نعبد؟ وأي إله -جل ذكره- الذي نفر إليه ؟! سبحانه ما أعظم شانه
You must be logged in to post a comment.