أصابكَ عشقٌ

(أصابكَ عشقٌ)

عندما يضيء القمرُ بدونِ الاستعانةِ بضوء الشمسِ، وعندما تتفتح الزهور بدونِ أن تلقحها الفراشات، في تلكَ اللحظة التي تشعرُ فيها أنكَ ولدتَ من جديد وأنَ روحكَ نُفِخَت في جسدكَ ،فاعلم أنكَ يا صديقي أصابكَ عشقٌ ...

في هذهِ اللحظة تبدأ المشاعر تداهمُ قلبكَ من جميعِ الاتجاهاتِ تشعرُ أنكَ قد تخدرتَ تفقدُ السيطرةَ تماماً ،فقط تظلُ تسبحُ في بحرِ العشقِ تغرقُ في مياهِ الحب، وتسيلُ أنهارُ العسل المصفى من فمكَ بقطراتِ من الكلمات العذبةِ اللذيذة والتي تغذي بها قلبَ المحبوبِ وعقلهُ ...

في هذهِ اللحظة تأتي العصافيرُ لتغردَ على أغصانِ قلبكَ لتطربَ من يَسلكُ في حنايا القلبِ، يستكينُ قلبكَ ويهدأ...تشعر بدفء لذيذ ،ذوقكَ يصبحُ أرفعَ وأجملَ وأرقى...

ترى الجمالَ في كلِ شيء وتضيفُ الألوانَ إلى الحياة بنظرةِ عينيكَ ،وتسقطُ قطراتُ الحبِ من غيومِ قلبكَ المشبعةِ بالعشقِ لتصبَ في أنهارِ الحب وترفدها وتغذيها...

تشعرُ كـأنكَ تحلقُ بأعالي السماءِ بلا أجنحة ...

كأنكَ تعيشُ على غيم رقيق يلتفُ على كلِ بقاعِ الأرضِ ...

تحادثُ المحبوبَ، يسقطُ الجميعُ من قلبكَ ، ويبقى هوَ كأنَ الحظَ حالفهُ بغصن قوي أمسكَ به...

صادقةٌ مشاعِرُكَ ، تخرجُ بعفوية من قلبكَ ،لتتشكلَ على هيئةِ حروف تنطقها شفتاكَ أو تكتبها يداكَ...

واضحةٌٌ معالمُ الحب، فإن لم تعترف بهِ ، فضحتكَ عيناكَ ،وإن لم تفضحكَ عيناكَ ، أفصحت عنكَ شفتاكَ بابتسامة واسعةٌ جداً ...

تؤجلُ المواعيد ، تُسرعُ في تناولِ طعامكَ، تفعلُ كلَ شيء بسرعة الصاروخِ حينما تحب، فقط لأنكَ تريدُ من تلكَ اللحظةِ المجيء ، لحظةِ اللقاء...

تتوردَ وجنتاكَ، تزمُ شفتاكَ ،تحلقُ إلى عالم  آخر، عالم يخلو من  الجميعِ ، ولا يخلو مِن مَن تحب ...

سعادةٌ  هو الحبُ ،راحةٌ نفسية، وصفاء روح...،نعيشُ في غيبوبة وقتَ اللقاء، غيبوبة أقلُ مدة لها 30 دقيقة وأكثرها60 دقيقة ودائمها إلى ما لا نهاية إذا كانَ المحبوبُ قريبٌ منكَ إلى حد ما ...،فأي غيبوبة  هذه، غيبوبة سعادة، لا ترى بها حزن، تتلقى سعادة في كل ثانية تمر ...

تتحول الصداقة إلى حب ...،لكن من سابعِ المستحيلات تحولُ الحب إلى صداقة ...

يمتلكُ الحب ُ جمالاً لم يمتلكه أحدٌ من قبل ،اذ كل ما تنظرُ إلى عيني المحبوب ،تغرقُ في بحرهما ،تقرأ مشاعرهُ وأفكارهُ وأحاسيسهُ ،في الحبُ نتحدثُ بدونِ أن ننطقَ حروفاً فالقلبُ والعينان هم المتحدثون، والشفاهُ خارجة من نطاقِ الحديث ،نشبع إن كنا جائعين ،تشعرُ بأنكَ لم تكن جائعاً إلا  لرؤيةِ من تحب ،تعتبرُ الطعام ليسَ طعاماً ،وانما غذائكَ وطعامكَ رؤيةُ من تحبه...
احتفل بجمالِ حبكَ  ،ارقص لتعبئةِ المكانِ الفارغِ بقلبكَ ،وتمسكِ بسعادتكَ بالحبِ لو كانت بمقدارِ شعرة واحدة أو حتى خيط واهن ،عش كل اللحظاتِ بمعناها الحقيقي وجمالها الكامل ،أملأ كل لحظاتكَ بإسعادِ المحبوبِ  ولو فقط اللحظاتِ المبدئية فقط، لأنَ اليوم سيجمعُ أوراقهُ ويرحل ،والغدُ آت ،والبشرُ غيرُ باقيين، فاستغلوا لحظاتِ وجودكم معاً  بتعبئتها بالسعادة ....

ويومُ عيد ذاكَ ، ترقصُ بدونِ حركة، تغني دونَ أن تنطق، تقفزُ دونَ أن تقف، فقط بذلكَ اليوم، يومِ سماعِ كلمة "أحبكَ جداً"

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author

هو الصمت... الشيء الوحيد الذي يملأ الفراغ الذي بقلبي ... كلُ البشرِ رحلوا من قلبي ...،وحتى المقاعد اخذوها معهم... فوداعاً وأظنُ بأنه لا لقاء... ولم يبقى سوى الصمتِ يسكنني ...