أغلق الأبواب يا سمسم

أغلق الأبواب يا سمسم 

فجميع الأطفال قد ذهبوا 

ولن يعودوا يا سمسم 

فقد حملوا على عاتقهم حملًا ثقيلًا

قد حملوا مسؤوليات كبيرة يا سمسم 

حملوا على عاتقهم همًا منذ صغرهم 

خرجوا من حديقتك يا سمسم 

وذهبوا إلى حياةٍ أخرى....

أغلق الأبواب ياسمسم 

فالأطفال لم يعودوا أطفالًا

ولكنهم يتمنون العودة إليك 

ويتمنون لو أنهم لم يخرجوا إلى هذا التعب.. 

فالحياة أعطتهم همومًا منذ صغرهم 

وحولت نعومة أظافرهم 

إلى خشونةٍ في قلوبهم 

فالحياة لا ترحم يا سمسم... 

أغلق الأبواب يا سمسم 

أغلق الأبواب دون إصدار طنين 

لكي لا تؤلمهم قلوبهم 

أغلق الأبواب بهدوءٍ تام 

دون أن يسمع الصوت أحد 

إجعلهم يندمون على خروجهم 

وعندما يأتون...... 

إجعلهم يرون الأبواب مغلقة 

عاقبهم على تركك وحيدًا 

ولكن أرجوك يا سمسم 

افتح الأبواب إن رأيتهم نادمين 

افتحها واحتضنهم بداخلك 

لكن لا سيشعرون بالفرق يا سمسم 

فهناك أطفال قد أصبحوا من الداخل رجالًا 

وسيشعرون بالحرج 

إذا ما ركبوا أرجوحة الذكريات 

وسيشعرون بالألم إذا سقطوا عنها 

هم لا يتألمون من السقوط يا سمسم 

بل يتألمون لأن أمهم ليست معهم 

فقد أخذها الموت منهم يا سمسم 

ولن تمسح عن أيديهم دمًا 

خرج بسبب ذلك السقوط... 

امسح الدم عن أيديهم يا سمسم 

فتلك الأيادي ستبني لنا المستقبل 

وسترمم جدرانًا أسقطتها الحروب 

وستصلح كل ما انكسر بداخلك 

فامسح الدماء أرجوك يا سمسم.. 

ليتك يا سمسم تستطيع الكلام 

لطلبت منك أن تطمئنهم أنهم بخير 

فهم خائفون جدًا يا سمسم 

بسبب حروبٍ قد حدثت في بلدانهم 

أو بسبب رؤيتهم لمناظر القتل والتدمير 

لسبب رؤيتهم لمناظر الدم والتعزير 

على أرضٍ كانوا يلعبون عليها يا سمسم... 

ليتك يا سمسم  تستطيع الكلام 

لطلبت منك أن تصلح نفسياتهم 

فبسبب الحروب دمرت النفسيات 

ودمرت الطفولة قبل أن تدمر الجدران يا سمسم 

وانفجرت كرة كانوا يلعبون بها 

قبل انفجار احيائهم 

التي كانت ملعبهم الوحيد.... 

أغلق الأبواب ياسمسم 

فالأطفال قد ماتوا 

وإن لم يموتوا على أرض الواقع 

فقد ماتت نفوسهم 

وماتت روح الطفولة فيهم 

أغلق الأبواب ياسمسم 

وارقد بسلام........