أقبح إمرأة في العالم

ليزي فيلاسكيز، قبل حوالي 13 من السنوات وعندما كان عمرها 17 عاما حدث أن ظهر صدفة أمام ناظرها فيديو على "يوتيوب" تحت عنوان "أبشع امرأة في العالم" وكونه كان متداولا جدا إلى حد أن ملايين من البشر قد شاهدوا هذا الفيديو ففتحته لتصعق بأنها هي التي أطلق عليها هذا اللقب هيك تم تصويرها بالخفاء وهي تضحك في فيديو لا يتجاوز ال10 ثواني وحقق انتشارا واسعا وحصد عدد كبير من المشاهدات في وقت قياسي.

منذ أن ولدت ليزي أصيبت بمرض نادر سمي بمتلازمة مارفان حيث فتك بعينها اليمنى مما جعلها لا ترى إلا بعين واحدة وكما أنها لا تستطيع أن تزيد من وزنها غراما واحدا بسببه فتبدو بذلك كهيكل عظمي فوقه جلد فقط.

تعرضت الفتاة لأبشع أنواع التنمر والأذى منذ صغرها إلى أن تصدر هذا الفيديو "يوتيوب" و مواقع التواصل الاجتماعي فدعا قرابة المليونين شخص ليزيدوا الطين بلة فقد سخروا منها ووصفوها بأبشع العبارات فمنهم من طلب حرقها حية ومنهم من تمنى لو تم قتلها منذ ميلادها لبشاعة منظرها ومنهم من قدم لها نصيحة بأن تنتحر.

بعد أن اتطلعت ليزي فلاسكيز على ردود الأفعال العنيفة وكمية التعليقات الساخرة بها أصيبت بحالة من الكآبة والحزن الشديد ودخلت في صدمة نفسية طويلة، إن أول تعليق لها على الفيديو الذي شاهدته كان: "لقد بكيت بكاء شديدا في ذلك الحين وشعرت بأن أحد ما قد اخترقت يده شاشة الحاسوب وضربني" إن الغريب حقا في الأمر هو اجتماع الناس في التعليقات على انتقادها فبعد أن صرحت بأنها قد قرأت آراء الناس واحدا واحدا وفي جميع المواقع باحثة عن شخص واحد يدافع عنها أو ينتقد منتقديها فلم تجد، رغم كل ذلك كان ليزي قوية كفاية لتقف في وجه قساوة العالم معها.

قررت ليزي أن تقف على قدميها وأن ترد على سخرية بطريقتها الخاصة على ما تعرضت له من أذى نفسي كبير فخرجت في برنامج وثائقي تكلمت فيه عن قصة حياتها بكل ثقة وتحدثت عن كمية الأذى النفسي الذي لحق بها جراء التنمر الذي تعرضت له من الناس كما وبدأت بالتأسيس لقناة خاصة بها عبر "يوتيوب" حتى توضح للناس عن نفسها وحياتها أكثر فقد قامت بنشر سيرتها الذاتية وحتى تعلم بدورها أيضا المترددين كيف يثقون في أنفسهم ويسيرون نحو الأمام.

تمتلك ليزي حاليا ما يقارب 668 ألف مشترك في قناتها وتعتبر من الشخصيات المؤثرة والملهمة التي تحفز على الإيجابية والثقة بالنفس كما وأنها تحارب التنمر وتوضح آثاره السلبية على البشر فقد يودي بأحدهم إلى الانتحار أحيانا، ويجدر بالذكر أنها قامت بنشر كتاب لها بعنوان (ليزي الجميلة) والذي حقق لها نسبة عالية من الأرباح وكتاب (كن جميلا كن أنت) وغيرهما.

إن من الرائع حقا أن ترى لها تعليقا تنعت فيه مرضها "بالنعمة" التي أعطاها اياها الله وأنها غير ناقمة عليه أبدا، إن وجود شخصية مثل هذه تستحق فعلا أن تفخر بنفسها وتكون رمزا للفخر أيضا وهذه السطور القليلة عنها كافية لتجعلك لا تبالغ في آراء الناس وخاصة السلبية حول شكلك أو منظرك أو عملك أو طريقة كلامك أو أو أو.. فلا تدع التثبيط منهم يصيبك بأي نوع من الانهزام فالقرار بين يديك في النهاية.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر