أنا وصديقي والشيطان، الصداقة كنز لا يفنى
الصداقة كنز لا يفنى حقاً، صديقك هو سندك، هو بيت أسرارك، اختر صديقك بعناية، بهدوء وتأني، صديقك يحدد مصيرك، الصديق عبارة عن جسد تتنقل لكن روحه معك، يحتويك يقف بجانبك يدعمك، ينصحك يتلقى سهام الحياة بصدره ولا يترك يدك، يدافع عنك في غيابك، لا يرضى لك بالخطأ حتى وأن صفعك لا تحزن هو يعرف مصلحتك، صديقك الحقيقي هو الذي يمنعك عن الخطأ وليس من يساعدك عليه و يدعمه.
وهنا سنذكر لكم قصة قصيرة عن الأصدقاء والثقة بينهما وكيفية الحفاظ على الصداقة؛ في أحد الأيام كان هناك صديقان جهاد وبدر يريدان السفر لإنجاز بعض الأعمال سوياً، سافرا إلى المدينة المنشودة وصلا في وقت متأخر وقد أنهكهم التعب، وعند وصولهم إلى غرفة الفندق استسلما للنوم في الحال.
وعندما استيقظ الصديقين فَقَد بدر مبلغ مائة ريال وقال لجهاد: هل رأيت مائة ريال كانت في جيبي؟ رد جهاد على الفور: نعم أخذتها منك في الليل لقضاء حاجة، فقال له بدر: عليك بالعافية يا صديقي.
ذهب بدر وجهاد إلى الشركة لاستكمال وثائقهم وأعمالهم ومقابلاتهم التي سافرا من أجلها، وعند الانتهاء عادا إلى غرفتهم في الفندق، ثم طرق شخصاً ما الباب، ذهب بدر لفتحه، فوجد عامل النظافة وقال له: تفضل هذه مائة ريال وجدتها أسفل السرير عندما نظفت الغرفة، وأشار إلى سرير بدر، ذُهل بدر وشكر عامل النظافة، وعاد إلى صديقه متعجباً وقال: يا جهاد ألم تقل بأنك يوم أمس أخذت مائة ريال لقضاء حاجتك، فمن أين أتت هذه الورقة ؟ رد جهاد بهدوء: يا صديقي أنا وأنت وحدنا في الغرفة لو قلت لك لم آخذها لدخل الشك قلبك وسوء الظن بي، ويدخل الشيطان بيننا، لذلك قررت أن أضعها ديناً على رقبتي وادفعها من جيبي حتى لا أخسر صداقتك من أجل المال وشكوك الشيطان.
وبهذا آثر الصديق صديقه ووضع على نفسه ذنب ليس ذنبه حتى لا يخسره، كم منا لديه صديق يضحي بنفسه من أجل صديقه، نحن الآن في عصر يبيع الأخ أخوه بالدم من أجل المال، لذلك الصديق من هذا النوع الفريد هو بمثابة الكنز ويجب المحافظة عليه.
You must be logged in to post a comment.