أول من سَكن الارض .. قصة إبليس: الطريق من جُملة المقربين إلى قاع الجحيم

أول من سكنوا الارض قبل البشر

لم يكن البشر اول من سَكنوا الارض وعاشوا على ظهرها؛ بل سبقتهم فى ذلك أُمم وكائنات كثيرة، ولكن من كان أول من سكن الارض؟ .. إنهم معشر الجن  

لقد خلق الله -سبحانه وتعالى- سُومْيا ابو الجن قبل ميلاد آدم -عليه السلام- وقال له تمنى، فقال سُومْيا: " أتمنى ان نَرى ولا نُرى، وان نَغيب فى الثَرى، وان يصير كهلُنا شاباً " ؛ فلبى الله له كل ماتمنى، واسْكنه الارض له فيها ما يشاء وهكذا كان الجن هم اول من سكن الارض وعبدوا الله فيها.

ولكن بعد موت سوُمْيا ابو الجن خلفته أمة من الجن وبدلاََ من ان يداوموا شكر الله على نِعمه عليهم كما كان يفعل سوُمْيا .. افسدوا فى الارض وطغوا فيها، فأمر الله تعالى جنوده من الملائكة بالهبوط الى الارض؛ لمعاقبة اهلها من الجن جزاءاََ لافسادهم فيها.

قصة إبليس .. الطريق من جُملة المقربين إلى قاع الجحيم 

ولما هبطت الملائكة الى الارض لمعاقبة الجن على طُغيانهم فيها .. قتلت من قتلت وشردت من شردت، وفر من الجن القليل حيث اختبؤا فى اعالى الجبال والجُزر؛ وأَسَرت الملائكة من الجن إبليس - الذى كان صغيرا فى ذلك الوقت- وصعدت به إلى السماوات العُلا، وعلموه كيف يسبح الله ويطيعه.

 نشأ إبليس فى كَنف الملائكة يعبد الله؛ يُصلى ويتعبد مثلهم حتى اصِطفاه الله ورفعه إلى الملأ الأعلى مع الملائكة المُقربين وكان إبليس يُسمى عَزازِيل.

ظل عَزازِيل (إبليس) يعيش فى السماء مع الملائكة؛ يطيع الله ويتعبد حتى صار من اكثرهم علماً وعبادة ولكنه كان يشعر دائما انه افضل من الملائكة.

ولّى الله تعالى إبليس سُلطان السماء الدنيا ولكنه إغتر فى نفسه وقال: " قد صَنعت ما لم يصنعه احد .. إنما اعطانى الله ذلك لانى مُميز عن الملائكة" .. فاطلع الله وحده على ما فى قلب ابليس وما فى نفسه من كِبر.

وقِيل (والله اعلم) ان عزازيل رأى مكتوبا على حلقة باب الجنة " إن لى عبداً من جُملة المقربين آمره فلا يمتثِل لأمرى ويعَصِى فألعنه واجعل عمله هباءا منثورا"، وان (عزازيل) وجد فى موضِع كل سجدة مكتوب " طَردُ إبليس .. لَعنُ إبليس .. خِزىُ إبليس" ف زُهل عزازيل وقال منْ إبليس هذا؟ وتوجه إلى الله وقال يارب إئذن لى بأن ألعنه .. ف أَذِن الله له بذلك فلعنه عزازيل ألف سنة، ولم يتصور فى لحظة ما انه من الممكن ان يكون هو إبليس المطرود هذا.

وعندما اطِلعت الملائكة الكِرام على ما هو مكتوب على باب الجنة .. بكى كل مَلك فيهم خوفاً من ان يكون هو إبليس هذا.

وعندما اراد الله ان يُطْلِع الملائكة على ما إنطوى عليه عزازيل من الكِبر قال تعالى فى سورة (البقرة):

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) 

وقالت الملائكة هذا لِما عهدته ورأته من الإفساد والطُغيان من الجن الذين خلفوا سُومْيا فى الأرض واهلكهم الله. 

وخلق الله تعالى آدم عليه السلام بيديه وقال تعالى فى سورة (الحِجر)

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)

 فسجد الملائكة كلهم وتمرد عزازيل على السجود والامتثال لأمر الله فلعنه الله تعالى ليكون بهذا هو إبليس اللعين نفسه بعد ان كان من جُملة المقربين .. حيث قال الله تعالى فى سورة (ص):

قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78)

 

وهكذاطرد إبليس من الجنة ولُعن إلى يوم الدين

بعد ان كان من جُملة المقربين.

 

جُمعت هذه المعلومات من الكثير من الكتب والمصادر والتى قد تحتوى على بعض الاخبار والروايات

المنقولة عن أهل الكتاب والتى حكمها ألا تُصدق وألا تُكذب لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

"لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ"

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author