إبداع الخالق في تكوين الجنين

 

من أجمل اللحظات لحظة استقبال مولدها الجديد، منتظرة له عبر رحلة تكوين مبدعة، تبدأ بعد أسبوعين من إنقطاع ادورة الشهرية الأخيرة. سنتعرج في هذا الفيديو، عبر مراحل تكوين الجنين وإبداع الخالق في ذلك.

في البداية، تخرج البويضة الناضجة من حوصلتها في أحد المبيضين، لتنتقل إلى قناة فالوب، في مرحلة تدعى الإباضة، حيث تفرز فيها بويضة ناضجة شهرياً، وقتها تصبح البويضة جاهزة لاستقبال إحدى الحيوانات المنوية من بين الملايين منها استعداداً لإخصابها وحدوث الحمل. يحدث ذلك الإخصاب عن طريق اندماج الطفتين الذكرية والأنثوية، تبدأ بعدها مرحلة من الانقاسامات المتتالية والتغيرات المهمة التي بدورها تساعد الكتلة الخلوية المتكونة في الانزراع داخل جدار الرحم، وتحدث الانقاسامات الأخرى المتتالية والمتسارعة لتنتج عنها في آخر الرحلة جسد صغير يدخل البهجة والسرور على كل من يراه.

تمتد رحلة التكوين هذه إلى أربعين أسبوعاً في المتوسط، تمر فيها الحامل بعدد من المراحل حيث تقسم إلى ثلاثة أقسام:

 أولها المرحلة الأولى: والتي تمتد من الأسبوع الأول إلى نهاية الأسبوع الثالث عشر.

ففي أول أسبوعين، تحدث عملية الإباضة عند الأنثى وتخصب البويضة من ثمّ تزرع في بطانة الرحم معلنة بداية الحمل، وفي الأسبوع الثالث والرابع، تتزايد الإنقسامات وبتمايز الجنين إلى طبقتين خارجية وداخلية، وتبدأ المشيمة بالتطور. أما في الأسابيع الثلاثة اللاحقة من الأسبوع الخامس إلى السابع فيبدأ القلب بالنبض وتظهر براعم الأطراف وتبدأ بعض الأعضاء بالنمو، وبعض التفاصيل الدقيقة مثل فتحتي الأنف ونتوء الاذنين ويصبح بالإمكان قياس نبض الجنين عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وفي الأسابيع المتبقية من هذه الفترة، يبدأ الجنين بتكوين تفاصيل أكثر، إلا أن جسده لا يبدو متناسقاً فيكون حجم الرأس أكبر من الجسد، وتبدأ الأصابع بالتشكل، ويكتمل نمو الأعضاء الداخلية، وتتكون براعم الأسنان تحت اللثة.

أما المرحلة الثانية: والتي تمتد من الأسبوع الرابع عشر حتى الأسبوع السابع والعشرين، ففي الأسابيع الممتدة من الرابع عشر إلى الثامن عشر يبدأ الكبد بإفراز العصارة الصفراوية، ويمكن التعرف على جنس المولود، ويصبح نمو الساقيين أطول من الذراعين، ومن ثمّ تصبح ضربات الجنين أقوى وتشعر بها الأم وبموقعها. وتبدأ عملية التمثيل الغذائي عن طريق هرمونات الغدّة الدرقية، ويبدأ شعر الحواجب والرموش بالنمو، وتتكون الأعضاءالتناسلية للأنثى. أما في الأسابيع الخمسة اللاحقة فتستقر الخلايا العصبية المسؤولة عن الشم، والتذوق واللمس في مكانها، ويزداد حجم الخلايا العصبية وترابطها، وتبدأ الأسنان الدائمة بالتكون خلف الأسنان اللبنية، ويبدأ إحساس الجنين للمؤثرات الخارجية، ويزداد نم الجنين بشكل لافت ليصل إلى 30 سم تقريباً ووزنه 600 غرام. ,في الأسابيع الأربعة الأخيرة من هذه المرحلة، تظهر لأصابع الجنين أظافر دقيقة، وتبدأ العينان بالتفتح شيئاً فشيئاً ويصل طوله مع نهاية هذه الفترة إلى 36 سم وما يقارب ال 900 غرام.

وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من هذه الرحلة المدهشة، والتي يبدأ تعدادها من الأسبوع الثامن والعشرين، حتى ولادة الطفل، ففي الأسابيع من الثّامن والعشرين وحتّى نهاية الثاني والثّلاثين، تغطّي الجنينَ مكتملَ الخِلقة طبقةٌ دهنيّةٌ بيضاء تُسمَّى الطّلاء، تحمي هذه الطّبقة جلد الجنين من الوسط المحيط به داخل رحم الأمّ، وفي نهاية هذه الفترة يجهّز الرّحم الجسد لمرحلة الولادة، فينقلب اتّجاه رأس الجنين إلى الأسفل شيئاً فشيئاً، أما في الأسابيع المتبقية من هذه المرحلة يأخذ الجنين في التجهيز لوصعية الولادة وتهيئه للخروج إلى العالم الجديد، وتكون جميع أعضاءه مكتملة عدا الرئتين، ويتراوح وزن الجنين بالمتوسط ثلاثة كيلو غرامات.

كان هذه رحلة مذهلة بين ثنايا الأنسجة والخلايا استعرضنا فيها مراحل تكوين الجنين وإبداع الخالق فيه. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يوليو ٢٦, ٢٠٢١, ١٢:٥٠ م - Mouna
فبراير ٢١, ٢٠٢١, ٥:٠٢ م - رامز الحداد
فبراير ٢١, ٢٠٢١, ٣:١٨ م - رامز الحداد
About Author