إنه يقترب..

إنه يقترب ، أصبح قريب مني ، قريب أكثر ، أكثر ف ..  أكثر .. أغمض عيناي ..
لقد مر فعلاً عام كامل ، الرابع والعشرون من ديسمبر .
يوم أعطي قلبي فيه روح جديدة جعلتها تشعر بالحياة .. كما لو أنه كان مغيب طوال العشرين عاما الذي سبق وافاق فجأة . لم يسبق له أن عرف كيف للروح أن تشدو فرحا كما لو أنها تسمع معزوفة موسيقيةً سعيدة ، افتح عيناي ، ها أنا الآن استشعر بلذة كل ما فاتني طوال ما كنت أظن أني قد عشت قبل ، استلذ بالمطر ، بالغيوم ، بالسماء حتى بالشوارع المزدحمة ، استلذ بكل تلك التفاصيل المحيطة التي لم أشعر بوجودها يوماً ، حتى ذلك الهواء البارد الذي اصاب جسدي برجفة، غدا لقلبي شعوراً يُترنح به .
شهر أبريل ..
اذكر جيداً ذلك الخوف
خوف مولود بلغ من العمر أربعة شهور ، جل ما كان أحتاجه هو شعور بالأمان ، كان هذا طعامه الذي يبقيه بالحياة ، لكنك لم تفهم حاجته ، لم تقتل خوفه ، لم تحمه وتمنع ما يؤذيه ، لقد اذيته فوق ألمه ، لقد قتلته عوضا عن أن تقتل مخاوفه ، تركتها تسيطر عليه ولم تمنعها ، أتعلم أين تكمن السخرية ، لم يكن يريدك أن تمنعها ، كان يكفيه وجودك بجانبه ليقوى .. 

خوف تلاه تحققه ، هذا هو ما كنت أخشى حدوثه قد حدث فعلاً ، وها أنا أصارع خذلان أخذ من قوتي ،  من عيناي التي طالما كنت تتغزل بها ، كيف هان عليك أن تذبلها ، شاب هذا القلب الآن ، أصبح يحمل فوق طاقته ، ضعف الذي لم يعرف للضعف عنواناً ، وما أسوء الضعف..

اليوم وبعد مرور عام تماماً ، أشعر وكما أني سُلبت روح لم تعود ، ظننت إني ربما أستطيع أن انجيها ، لكنني اخطأت ، لن أستطيع يوما أن أفعل ، لقد ملكتني وانتهى الامر ، أدركت أخيرا ان الأوان قد فات ،و أن محاولاتي لن تجدي نفعاً ، ربما سأمضي كما الآن ، لكن قلبي لن يملكه أحد ، سيبقى معلقا بحب من قتله ولم يقدره .
كان علي أن أدرك ذلك ، منذ اليوم الذي رجفت به ، الرابع والعشرون من ديسمبر ..