نحن لسنا تلك الروح التي تسكُن جسدنا و حسب ي صديق
رُبَّما لو كنا كذلك لَقُضِي علينا ألف مرة منذ زمن ، لسقطنا سقوطاً لا يعقبه وقوف ،،
إنما لنا أجزاء كثيرة في الكثير و الكثير من الأشياء نتركها لِتُسعِفنا عند حاجتنا لها
إننا نترك بقايا مِن أرواحِنا -الأجزاء الأكثر حياةً- في ،،
كُلّ كلِمات الأصدقاء التي رَبتَت على أكتافنا حين خَذلنا العالم ،
وفي كُلّ النُصوص التي شعرنا بالإنتماء إليها ،
في كُلّ الكُتب التي قرأناها فأشبعتنا و أوجعتنا و أعجبتنا ،
و كُلّ الروايات التي حزِننا بإنتهائها و كأنه لم يكن عليها أن تنتهي قط ،
وفي كُلّ الأُغنيات التي أحببناها و خَفَّفت ثِقَل مشاويرنا البِعاد و سَرَّعت مرور ليالينا الطِوال ،
و كل الطُرق التي مررنا بها مُفعَمين بالحياة ،
في كُلّ بِقاع الأرض التي بكينا بها وحدنا يوماً دون أن يعرف أحد ،
وفي كُلّ سُورة ف كِتاب اللَّه سَكنَّت لوعةً في قلوبنا يوماً ،
و كُلّ آية شعرنا أنها مُوجَّة مُباشرةً لنا فكانت برداً و سلاماً لأرواحِنا حين أوشكنا على الإحتراق ،
في كُلّ موقف عرفناه في حياة النبي فغمرَنا و أبكانا و أضائنا للحدِّ الذي أشعرنا و يكأنَّا كُنَّا هناك ، معه -صلَّ الله عليه و سَلّـم- حاضرين ،
و كُلّ الدعوات الصادِقة مِمن صَادفناهم و حالفنا الحظ أن نُخَفِّف عنهم عِبء ما ومن ثمَّ يمضِ كُلُّ منا دون أن يعرف حتى لقب الآخر -فقط حفظه في قلبه بِ دَعوة و ترك جزء منه في دَعوة - ،
في كُلّ رِفقاء السفر - الذين رُبمَّا لم نعرف حتى أسمائهم - و أحاديثهم الدافئة الخالية من أي زيف -رغم كونها عابرة- !
و كُلّ الغُرباء الذين بَثَّ كُلٌ مِنَّا أحزانه براحةٍ للآخر -كَونِنا غُرباء- فوجد راحته ، فكُّنَّا مَلاذاً لبعضنا البعض -لُطفٌ من الله ورحمة- ،
في كُلّ العابرين في صباحَاتِنا الحزينة بَاسمين غامرين لحظاتِ مرورهم بلُطفٍ دون أن يدروا ،
و في كُلّ العِبارات والإشارات المُضيئة التي تظهر أمامنا فجأة حين نعجز عن التعبير أو الفَهم ،
و كُلّ الصُدَف التي كُنَّا في أمَسِّ الحاجة لحدوثها -دون ان ندري- فحدثت و أسعفتنا ،
في كُلّ الإلتفاتات التي لم نقم بها إلا بعد فوات الأوان ،
و كُلّ النظرات التي أشحنا بوجوهنا عنها -رغماً عنا- ،
في كُلّ الأوقات السعيدة التي اقتحمت أوقات الضجر الشديدة فأسعدتنا ،
و كلّ الأماكن التي لم نألفها لكِّنها غمرتنا بالحب و كانت ملاذاً حين ضاقت علينا الأرض -التي عرفنا- بما رَحُبت ! ،
و في كُلّ من كان هُنا حين لم يبقىٰ أحد و بالأخص حين أصرارنا نحن على عدم بقاء أحد ! ،،،
نحن نترك بقايانا في كُل هذه الأشياء و أكثر لتساعدنا أن نضيء حين يوشك الجزء الملتصق بنا أن ينطفيء ،
فلا تدعه ينطفيء ي صديق فلتتذكر بعضاً من أجزاءك الكثيرة الأخرى الباقية و خُذ منها ما يوهِج رُوحك البائسة ، تِلك التي تسكن جسدك والتي تعتقد بالخطأ أنها فقط* أنت ! :")
إنِّما أنت الكثير و الكثير 💗✨
You must be logged in to post a comment.