ابنة ابيها

                                  (( ابنة ابيها ))

كان هناك عائلة تتكون من خمسة افراد ام واب وثلاث فتياة ، كان عمل الاب سائق اجرة وكانت الام ربة منزل وكانت الفتيات الثلاثة طالبات في المدرسة و مجتهدات في دراستهن ،

فقد درسهم اباهم وعلمهم ليكونو افضل حال منه فانه أعطاهم مالم يستطيع الحصول عليه وهو التعليم ... 

فقد اراد ان تكون بناته في اعلى المناصب وان لا يحتاجو احداً في حياتهم ،

استمرت حياة هذه الفتياة الثلاثة بسعادة وراحة تحت ضل والديهم حتى كبرن وتخرجن واصبحن ناضجات ،

في يوم من الايام مرضت والدتهم وتدهورة حالتها الصحية كثيراً ، فنقلتها العائلة الى المشفى سريعاً لكن مشيئة القدر كانت اكبر ، فقد توفيت والدتهم في المشفى وفارقة الحياة ،

اصبحت حياة العائلة من بعدها تعيسة وحزينة فقد اصاب الفتياة الكآبة والحزن والدموع لم تفارق اعينهم ،   

اصبحت الاخت الكبرى اكثر مسؤولية واكثر حرصاً على عائلتها فقد شعرت ان عائلتها امانة لديها من بعد وفاة والداتها ، فاصبحت معاملتها نحو عائلتها مختلفة ،

 كان يرى الأب ألم ابنته وحزنها رغم كتمانها ذلك فقد انطفي النور من عينيها وأغلقت الحياة بنظرها ، وأصبح والدها يقلق عليها كثيراً لم يرغب الاب من ابنته ان تحمل حمل هذه العائلة من بعد والدتها ، ولم يكن يستطع ان يهدئها وكأن شيء لم يكن فهنا يتحدث عن موت والدتها لم يكن يعرف الطريقة لمواساتها او بتهدئتها فقد اصبحن الفتيات انطوائيات جداً وكثيرات العراك واصبحت اصغرهن كثيرة البكاء ، فقد كانت الفتاة الوسطى حيوية ومرحة وطموحة الا انها كانت غيورة جداً فقد كانت تغار من اختها الكبرى بسبب اعتماد الوالدة عليها كثيراً في اغلبية الامور فقد كانت نظريت الاخت الوسطى ان الوالدة كانت اقرب الى الاخت الكبرى منها ،

كل ما في الامر ان الامهات يرون ان اكبر بناتهن اكثر نضجاً وفهماً واستيعاباً لذلك يعتمدن عليهن اكثر ،

في بعض الاحيان لا يفهم المرء والديه حتى يصبح أباً او اماُ لحضتها سيقرق في البكاء وسيلوم نفسه ان كان مسيء لهم يوماً ،

فقد كانت والدتهم تحبهم سواسية تقسو على كبيرتهم أحياناً لأنها تراها المسؤولة عن اخواتها من بعدها ،

أما الصغرى فقد كانت دلوعة بين امها وابيها ،

لم تفارق الفتاة الصغرى الفراش من بعد وفاة والدتهم ولم تكتفي عينيها من البكاء فقد اصبحت بائسة وحزينة ،

اصبح الاب يفكر ويفكر بإستمرار ما الذي يتوجب عليه فعله لانقاذ بناته من هاذا الوضع المفاجىء ،

علماً انه مالم تستطع أصلاحه سيصلح نفسه مع مرور الوقت فبهذه الضروف لا حل للانسان الا الصبر فمع الوقت ستتاقلم وستتعلم كيف تضمد جراحك ،

لكن قلب الاب كان اضعف من ان يتحمل رؤية بناته في هاذا الحال ، 

كان الأب يتالم جداً كحالهم بعد رحيل زوجته لكنه اراد ان يتصنع القوة لتقوية بناته ،

أشتاق الأب ضحكات بناته من حوله ، كل ما كان يفكر فيه هو ذكرايته لحظة ولادتهن فقد كانت أسعد ايام حياته ، فقد شعر حين ولادة اول طفلة له أن حياته قد بدأت للتو فقد أزال مجيئ ابنته همومه واحزانه و اسكن السعادة الى قلبه ، فقد علم لحضتها انه لم يرى السعادة من قبل فقد كانت سعادته تفوق الوصف ، وهنا استوعب الاب أمراً وطرت في عقلة فكرة ضن بها انها الصواب وهي الحل الوحيد لديه ، كانت فكرة الاب بتزويج بناته واحدة تلو الاخرى حتى ينشغلن بحياتهن الخاصة و ينجبن اطفالهن ويرون السعادة في مجيئهم كما رآها هو فيهن ، وهكذا ضن الاب انه سيتمكن الفتياة من تجاوز ما اصابهم بعد انشغالهم في حياتهم حتى يتقبلوا الامر والرضى به ،

 

       وهنا تبدأ حكايتنا مع هذه العائلة البسيطة ..

تحدث الاب الى بناته قائلاً : 

يا بناتي هلا تفضلتن في الجلوس امامي دقائق فلدي امر ارغب بالحديث عنه معكم ؟؟

جلست الفتياة بجوار والدهن ليستمعن الى حديثه .

قال الاب  لابنته الكبرى  :

يا عزيزتي يا ابنتي انا لا اريدك ان تاخذي مكان والدتك كل ما اريده لك هو ان تعيشي شبابك كما يجب سنتبع امك يوماً ما بالتأكيد لكنه لم ياتي هاذا اليوم بعد ،      

 اننا مازلنا على قيد الحياة ولدينا حياة طويلة لنعيشها  ولدينا مستقبل امامنا ، ولدينا بعضنا البعض لا تحزني كثيراً على من رحل لكي لا تخسري من حولك انت الان حزينة وغاضبة وتتشاجرين كثيراً مع اخوتك بسبب وفاة امك وهو امر ليس بيدنا فماذا ستفعلين بعد وفاتي ؟ هل ستتخلين عن اخوتك ؟؟ 

علينا ان نتماسك وان نتجاوز هاذا الحزن وان نواسي بعضنا ونستمع الى بعضنا سوف نتجاوز الالم معاً فإننا نتألم مثلك يا ابنتي وكلنا مسؤولون عن بعضنا اعتني بنفسك وبأخوتيك من بعد امك فأنا لا اطلب منك اخذ مكانها او اخذ مكاني من بعدي فقط اعتنو بانفسكم واحده على الاخرى فليس لديكم سوا بعضكم في هذه الحياة ،

استمعي الى والدك يا ابنتي وانصتي الي فقد اتى عمك الي ليطلب يدك لابنه وانني وافقت على الفور اعلم انك سترفضين في ضل هذه الظروف لهاذا وافقت بدلاُ منك فإذا كنتي تحملي لي ولو قليلاً من المعزة لا تكسري كلمة والدك واقبلي على هاذا الزواج ،

 سنقيم الزواج من غير احتفال بالتاكيد بسبب حزننا على وفاة والدتك وانني ساستمع لكل شروطك ،

اقبلت الفتاة الكبرى على الزواج تلبيتاً لطلب والدها ، وتزوجت وانتقلت من بيت عائلتها الى بيت زوجها ،

فمن بعدها تقدم الكثيرين لخطبت اخواتها اقبلت الوسطى على احد الخطاب فزوجها والدها ورحلت هي ايضاً الى منزل زوجها ، وبقيت الصغرى الوحيدة عند والدها فقد كانت مدلعة عند ابيها بسبب انها اصغر بناته وكانت مشاغبة و عنيدة جداً ،

لم ترغب الصغرى في الزواج وترك والدها وحيداً خوفاً عليه فاستمرت في الرفض ، على حجة انها لا ترغب في عائلة الأن ،

مع مرور الزمن كبر الوالد كثيراُ وطلب منه رأيس العمل ان يتقاعد من عمله كسائق اجرة بسبب ضعف نظره وقلت حركته وكبر سنه ، اصبح الاب يخاف كثيراً على ابنته الصغرى وكيف سيصرف عليها وهو لا يعمل لم يكن لديه حل سوى اقناعها بالزواج حتى يطمأن عليها .

يتبع .....

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author