ربما ليس الحب، ربما الاعتياد، فكرة أن تحب شخصًا ما، تبدأ عندك بالاختيار، من الانطباع الأول و من ثم قياس درجة التفاهم و عدد النقاط المشتركة بينك و بين الشخص الذي تختار، و من بعد القياس تأتي مشاعر الانجذاب أو الميل، و من بعد ذلك فورًا تأتي مرحلة التواصل بكثافة أعلى.
جديرٌ بالذكر أن لا شيء يعلو على الشعور بالراحة، و لكن الاستمرار بالتواصل لا يعتمد على ذلك في جميع الأحيان، ربما شعور الحاجة إلى وجود شخص ما بمكانة معينة يكون الدافع الأقوى للاستمرار، و هذا الشيء -الشعور بالحاجة الى شخص ما- يقوّيه فقدان الشخص الأساسي أو الأصلي لتلك المكانة، فبذلك شيء من التعويض عن الشخص الأصلي. ولا أحصر هذا الكلام في دائرة الأشخاص، إنما نستطيع أن نشمل بالإضافة لهم الأماكن و الجمادات أو الأشياء الملموسة، يُعجبك على سبيل المثال مكان معيّن، ربما لأن ألوانه هي ألوان تجذبك و تلفت انتباهك، ربما لهذا المكان إطلالة جميلة تبعث بداخلك شعورًا بالراحة، أو طاقة إيجابية. بعد ذلك سيروق لك لو جلست في ذلك المكان اشتياقًا منك للشعور الذي يبعثه بداخلك، ربما تعزم على أن تستقرّ أو تعيش في ذلك المكان، بعدها يأتي الاعتياد و الشعور بالانتماء، فتحس بأن المكان أصبح جزءًا منك لا يتجزّأ، تمقت فراقه ولو ليوم واحد، تحب أن ترجع إليه بعد يوم تعبت فيه و تكون الحياة قد أرهقتك بحملها الثقيل، فتلجأ اليه لتجعل منه اسفنجة تمتص مرارة التعب، و تُذيقك الحلاوة التي رجوتها من ذلك المكان، أو من ذلك الشخص.
ولا نهاية للمطاف، ستظلّ خائفًا من البُعد، و من الفقدان، و ربما من النسيان.. ربما يخطر ببالك أن تُوثّق أجمل لحظاتك في ذلك المكان، أو مع ذاك الشخص، سوف تعتاد على أيٍّ منهما أو تحبّ أيًّا منهما بطريقة تدفعك لتجميد أجمل لحظاتكم.
You must be logged in to post a comment.