الأغصان المتكسرة

تهجرت في السابعة من قريةٍ جميلةٍ تمتاز بعطرها وروحها وجمالها وصفائها, تهجرت من طفولةٍ لم تستطع الحياة ان تتركها تعرم بسعادتها ونقائها حتى انها اخذت كل ما تملك من مالٍ وسعادةٍ وحنانٍ,لقد فقدت اناساً كثر,فقدت الكثير والكثير من السعادة والمرح التي من الممكن لو عشت احدهما لكنت اعرف ما معناهما الان. لما الحياة ظالمةً الى هذه الدرجة لما انا متكسرة الاغصان لما؟؟ سؤالٌ لاحقني طيلة ايام الشباب سؤالٌ لم يئنا له ان يخجل من الحاق بي وطعني في كل حفرة اتحثر بها.

 

وفي يوم من الايام كان الظلام يدمس الارض دمسا وكانت الانوار تجوع لها الطرقات جوعا وبينما كنت اركض مسرعةً من السواد الذي يسكن عيناي في تلك اللحظات اذ برجلٍ يوقفني بوجهٍ نقيٍ يفيض بالبراءة قائلاُ ما بك يا ابنتي؟ لما ترتجفين هكذا ام انه كلبُ او لصٌ يلاحقق؟ فاجبته بصعبوبةٍ في التنفس:انني اخاف من الظلام يا عم, فقال لي ولما؟الا تعلمين ان الظلام جميل احياناً الا ترين كم انني سعيد في اخذ قصت من الراحة مع هذا الظلام الذي لا يحتوي من هذا العالم الهالك الا نفسه وانا؟؟ فاجبته ومازلت اتلهث: اخاف من الظلام ليس كونه دامساً بل لانني اجهل ما قد يحمل في داخله من الوان السواد والحمار التي من الممكن ان تودي بي الى زاويةٍ اخرى من زواية هذا الكون الظالم, فتبسم العم وقال بسخريةٍ: وما الذي القاق به هذا الكون الظالم يا ابنتي؟ هل منع والدتك ان تشتري لك لعبة اليوم ام ان والدك لم يعطيك المال الكافي لتتباهي بين صديقاتك؟؟ ياعم...ياعم...وبدأت قطرات الدمع تتساقط... ياعم وهل بقي لي امٌ تشتري؟؟ ياعم وهل بقي لي ابٌ يعطي؟؟ ياعم وهل بقي لي صديقات تفتخرن بي؟؟ وسقطت على الأرض وانا انفجر من البكاء وبصوت يكاد لا يصنف وبكأنه صوتٌ من الاصوات, اندهش العم كثيراً بعد ان تفوهت بهذه الكلمات وحنت ركبتاه تلتسق الأرض مندهشاً وكأنه لو فقد احدهم من الصدمة.

دقائق صمت مرت مع اصوات البكاء والدهشة...فاستجمع العم نفسه ونهض بقوة مع مد يدي العون لي, فتبسم بوجهي ونظر الي نظرة الأب وقال: هذه الحياة يا ابنتي الحياة!!!الحياة قصيرةٌ لدرجة اننا قد نفقد انفسنا من دون ان نشعر بذلك حتى, لذلك يجب علينا ان لا نتوقف عندما نتعثر بأي شئٍ يا ابنتي, استجتمعي نفسك وسامحي هذا العم ان قام بجرحك من فضلك فاجبته مستجمعتاً قطرات دمعي: لا يا عم فقد تعلمت الكثير من الاشياء بفضلك اليوم. فسألني وهو في حيرتٍ من امره الى اين ستهربين من هذا الظلام ومن هذا المطر الان يا ابنتي؟؟ أين تقطنين ؟؟أهناك من يأويكي؟أهناك من يطعمك؟؟فألقيت بنظري الى الارض اخجل من كل سؤالٍ خجلاً لم اخجله قط,وعندما حاولت ان اتفوه باول كلمةٍ اذ به واضعاً يده على فمي قائلاً دعيني احزر ليس هنالك من مكان للهرب أليس كذالك؟ واذ بي اصمت واشعر بشيءٍ وكأنه يأكل داخلي اشعر بدمٍ يتسلل الى كل زاوية من زواية  يداي وارجلي التي اتسمت بالعري,عنها حاولت تخطي ذلك العم بالتوجه الى الجهة التي تتعاكسمع طريقه, وبينما يتعاكس الكتفان اذ بيده الدفئة تقطن على كتفي قائلاً: سامد لك يد العون يا ابنتي فأنا من اغنى رجال هذه المدينة واملك قصرا اقطن به انا وزجتي العزيزة ونحن لم نستطع على انجاب الاطفال وسكيون من الجميل ان تكون بيننا فتاةٌ جميلةُ مثلك تزين قصرنا وتجعله جنةً بنظرنا.فعاد الصمت والخجل مرةً اخرى يقطن داخلي وبدأت اتراجع خطواتٍ بسيطة اذ به يمسك بيديه قائلاً يا ابنتي لا تخجلي ولا تبخلي علينا وعلى نفسك بتزين ذلك القصر القبيح, الا ترين كم ان هذا الظلام يدمس الارض الان؟ الا ترين كم ان الرياح قوية؟ الا ترين كم ان الغيوم مشبعةُ بمياه الامطار السوداء؟ الاترين ذلك؟ لا تخجلي ولا تعاندي ارجوك.فهززت رأسي اقبل ذلك الذل القاسي مجبرتاً لاستطيع البقاء على كون الحياة.

 

وصلنا الى ذلك القصر الذي من المستحيل ان يكون لي قدر في عقلي انني ساكون هنا يوماً, ولو حتى لو اني خادمة لم يكن. شرح العم القصة لزوجته ولكنها غضبت كثيراً وبينما سمعت صراخهما على ذلك ركضت مسرعةً من الغرفة التي كانت تتجهز من اجلي نحو باب البيت لاهرب من هذا الظلام الدامس الذي يقطن قلب الزوجة العجوز وبنما ارقض مسرعةً اذ بي اسمع العم يقول الا تذكرين ابتنا يا امرأة؟ الا ترين ان هذه الفتاة تشهبهها تماماً؟ اليس من الممكن ان تتذكري سالي ولو بالقليل كلما نظرت الى هذه الجميلة؟ واذا بي مندهشةً اتراجع خطواتً شيئاً فشيئاً اذ بي اوقع مزهرية فتنكسر واذ بالعم ينظر الي ويندهش من وجودي في ذلك المكان ويقول لي مالذي تفعلينه هنا يا حبيبتي؟فاحبته: ليس هذا هو السؤال الصحيح يا عم السؤال هو هل من المستحب ان نكذب ونحن ننظر الى وجه الاخرن ام لا؟؟ هل يجوز هذا با عم؟؟فاندهشت بتقبل العجوز الامر قائلةً : اسمعي يا حبيبتي كان لي ابنتٌ تعدلك سنناً يا ابنتي وكنت اعشق عيناها واحب صوتها واشتاق الى صوتها كل يوم وهل تعلمين كم يشبه صوتك وعيناك اياهما؟؟ 

فبدات العجوز تمسك بيداي وتدابعهما ومن ثم قالت: من فضلك لا تحرم هذه العجوز من تذكر ابنتها الصغيرة الفقيدة من فضلك.......                                       وفجأةً اذ بها تنفجر بالبكاء تقول ارجوك ارجوك باابنتي,من فضلك سامحيني وابقي وزيني هذا القصر الجميل الذي قد اصبح قبيحاً في نظري واذ بدقائق صمت واذ بالعم ينفجر بالبكاء خائفاً من رفضي البقاء وتذكيرهم بابنتهم, ولكن اذ بلحظات اخيل امي وابي امامي وارى لو انهم هم من فقدوني وليس انا!!! اليس من المحزن ان لا يجدو من يملئ الغراغ الذي في داخلهم ؟؟ اليس من المعيب ان اترك هذين العجوزين وحيدان ياكل الفراغ بقيت حباتهما؟؟

فاجبت وتتساقط ادمعي نعم...نعم..نعم.. سافعل ذلك لكي لا اكون ظالماً كهذه الحياة التي اكلت جوفي وسعادتي, لحظاتٌ وبدأ العجوزان يصرخان بكل مالديهما من قوء من الفرح, اتمانعين ان اناديكي بسالي من اليوم فصاعداً؟؟؟ ارجوا ان لاتكون اجابتك لا؟؟؟ فاجبت بضحكة تملئها السعادة نعم يمكنك يا اماه!!!!..........

 

شارك للمزيد......

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author
S.Z
S.Z