الإصدام

الاصطدام 

 

هل من الممكن أن تتشوه روح الأشخاص بمجرد بدءَ مرحلة جديدة؛ حياه جديدة مع شريك ظنَّ بأنه هو رجل (الأمنيات) ؟لماذا؟

هل لأن الواقع في الحقيقة بشع؟ أم لأن الأحلام تبقى أحلام ولا تصبح واقعاً!

هذه تساؤلات فتاه انصدمت بواقع مريرّ وبدأت تتساءل تلك الأسئلة. و وجدت بأن الواقع بشع جداً وهو مرض صعب التعافي منه، فقط عند الأشخاص الذين يستسلمون ويذللون للحدود التي تحدّ وتدفن الأحلام الجميلة التي تُعتبر من حق كل إنسان، ومن الطبيعي كردّ فعل من أي شخص أن يصارعّ ويجازفّ ويخوض الحرب مع نفسه لأجل الاستمرارية بعدم الاستسلام والخضوع للواقع العقيم الذي يجعلك في ظل كل الظروف بأن تستسلم وتخضع وتسقط بدلاً من التحليق بأحلامك وأمالك و أهدافك في الأفق العالية.

الآن؛ أريد أن أتكلم بشكل أعمق عن أحلامنا و واقعنا. عندما نحلق و نهبط و نقع، ثم نحلق لنحقق الأماني ونهبط أثر تعرضنا لظروف او لقاء مجتمع سلبي عنيف، ثم نحاول ونحلق ونقاوم و بعد ذلك نقع. نحن لا نعلم الى أين سنصل، لكن يجب المحاولة مراراً وتكراراُ لأجل أن نجد أنفسنا و نرى الحلم يتحقق و نصعد سلم النجاح إلى الأفق الشاهقة. 

تمحورت قصة الفتاه في صغرها عندما كانت تحلم كغيرها؛ أحلام جداً جميلة في أن تكون وتكون، لكنها نشأت وترعرعت في بيئة لا تدعمها، بيئة لا تلتفت إلى أفكار الأطفال وأحلامهم، لم تجد مشجع أو من يسمعها؛ فأبقت أحلامها مدفونة إلى حين من يلتفت لها ومن يسمعها، عندما أصبحت في سن النضج رأت وسمعت بأن الكثير من الفتيات حققن هدفهن وحلمهن بعد الزواج، امتلأ قلبها فرحاً بأنها ستحقق ما حلمت به و خططت له منذ صغرها، فاستمرت في الحلم و الهدف الخطط له، وكان لها وقت المخصص لذلك؛ هو "وقت ما قبل النوم". إلى أن أتى شريكها ونصفها الثاني الذي يكملها الذي تستطيع من خلاله تحقيق حلمها على اعتقادها بأنه رجل الأمنيات؛ تزوجت وبدأت معاناتها على أرض الواقع بدأ كل شيء مختلف عما كانت تعتقد، تحطمت أحلامها وكل شيء داخلها، حتى بدأت واستمرت بالعيش كجسد فقط لا روح فيها لا أحلام ولا أمال ولا ضحكة من صدد قلبها ولا شغف لأي شيء. استمرت حياتها وأيامها هكذا.

وفي يوم أسمته بالبداية. التقت بفتاه؛ هي فتاه كانت عبارة عن كتلة مليئة بالطاقة الإيجابية والطموح والشغف والحياه؛ أخذت تمتد منها كل جميل إلى أن أفاقت من غفوتها وبدأ قلبها بالخفقان؛ و فجأة شعرت كأنها تتنفس بعد برهه من الزمن.

 صباح اليوم التالي؛ يوم جديد كأنها خلقت لتوها فبدأت تعيش وتتنفس وتتكلم وتعبَر، أصبحت عبارة عن حياة و حرية و طاقة وكل جميل. كل يوم تحمَد الله شكراً على شعورها وشغفها. وبالطبع وجدت في طريقها عثرات عندما قررت تحقيق هدفها في الاستمرار بحلمها و تحقيقه، جازفت و تخلت لكنها استمرت في المضي بالطريق الذي رسمته و خططت له منذ صغرها، ونجحت و اصبحت انسانة ناجحة  ومناضلة - نجحت في تحقيق ذاتها وإيجاد نفسها - و إمراه طموحة جداً و إلهاماً كبيرا للفتيات و النساء وقدوة لكل شخص.

ليس للأحلام حدود، لا تجعل أو تنتظر أن يوصلك أحد إلى القمة والى هدفك المحقق، اصنع نفسك، وكن لنفسك الداعم الكبير، لا تنس حلمك أو تتخلى عنه ؛ هو حق لك وحق كل شخص يحلم بالنجاح و التصدر والتفوق. ابق طموحك عالياً لا حد له.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن