وقعَتْ عيني على صفحةٍ من كتابِ علمِ التَّشريحِ والأنسجة الذي أمضَتِ اللَّيلةَ السَّالفةَ تتعاركُ مع تفاصيلِه المُتعِبة..
فعثرتُ على كلماتٍ هزَّتْ روحي وأنارتْ عتمةَ أيَّامي:
"منذ فترةٍ ليستْ بقصيرةٍ وهذه الرُّوحُ تلتقِطُ أنفاسَها بصعوبةٍ بالكادِ تبقيني على قيدِ الإيمان!
صلاتي صارت باهتة، دعائي متحشرجٌ في حلقي، يقيني تعاقد مع عدوِّي-الشيطان-، وقلبي سافر إلى موطنِ الضَّياع وعاد متحجِّراً!
لم أعدْ أُنصِتُ بعنايةٍ لكلامِ أبي الذي كان سبيلي الدَّائم للعودةِ إلى الله مع كلِّ ابتعادٍ طفيفٍ عنه!
ما عدتُ أحدِّث صديقتي عن لَذَّة الخُشوع، وحلاوةِ سُكنى القرآنِ في روحي، وحبِّي الشَّديد لتلك اللَّحظات التي لا أجدُ فيها سوى الله معي!
لم أعدْ أنتظر مناديَ الله بذاكَ الشَّغف الذي كان يحييني!
وكأنَّ الحبلَ السريَّ "المتين" الممتدَّ بينَ قلبي وطريقِ الله قد تهشَّم وصار مهدَّداً بالانقطاع!"
على نفس الصفحة كتبتُ لها:
(قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
"إنَّ الإيمانَ ليَخلُق -يبلى- في جوف أحدِكم كما يَخلُق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم"
ودلَّهم في روايةٍ أخرى على وسيلةِ تجديدِ الإيمان..
فقال لهم: "جدِّدوا إيمانكم"
قالوا يا رسول الله! وكيف نجدد إيماننا؟
قال: "أكثروا من قول لا إله إلا الله")
فأدركتها ذاك النَّهار وما بعدَه إلى الآن لم تُسكِت لسانَها وقلبَها عن "لا إله الا الله"..حتى تبدَّلَ حالُها إلى أحسنِه!
#بثينة_صبره !♥️
You must be logged in to post a comment.