كان الاصمعي طالب علم فقير في البصرة كان يذهب في الصباح لمحدث يعلمه الحديث الشريف وفي المساء الى لغوي وعند الظهر كان يقصد اخباريا يعلمه الشعر وايام العرب وكان يمر في روحاته وغدواته على دكان جار له بقال فكان يسأله البقال عن روحاته وغدواته
استوقفه البقال يوما وقال يا عبد الملك وهذا اسم الاصمعي لا تضيع نفسك هذه الكتب التي ملأت بها دارك لا والله لا اشتريها بجزره هات كتبك ضعها في جزرة وفوقها ماء بعد ذلك ان صار الماء نبيذا
ضاق الاصمعي بكثرة تأنيب البقال له اشتد الفقر بالاصمعي حتى كان يخلع الاجر من اساسات داره ليبيعه بدراهم قليلة وطال شعره واتسخ بدنه واهترأت ثيابه فلم يعد يجد ما يقتاده
وفجأة طلبه امير البصره ووجد عنده علما وحفظا فقربه قال له امير البصرة يا عبد الملك اركب الى بغداد الخليفة هارون الرشيد يريدك لتأديب ولديه محمد وعبد الله قد وصفتك له فطلبك فانطلق الاصمعي الى بغداد معلما لولدي الخليفة وليي العهد ذات يوم دخل الرشيد عليهم وقد فرغ من التدريس رأى الرشيد ولديه وقد حمل كل منهما فردة حذاء وجاءا الى الاصمعي
فارتبك الاصمعي وقال للخليفة يا أمير المؤمنين المغفرة المعذرة اختصم ولداك في ايهما يحضر الي الحذاء فهز الرشيد رأسه
بعد ايام سال الرشيد جلساءه من هو أعظم رجل في بغداد فصاح الجلساء انت يا امير المؤمنين فقال الرشيد بل هو الرجل الذي يجعل وليا العهد كلاهما يجلبا نعليه اليه الاصمعي
وأغرق الرشيد الاصمعي بالمال فصار للسعة واليسار وكان يرسل المال الى البصرة ويشتري الاراضي وبعد سنتين استأذن الاصمعي الرشيد في الانحدار الى البصرة لزيارة اهله فقال له قبل ان تنصرف اسألني حاجتك
قال الاصمعي يكتب امير المؤمنين الى أمير البصرة أن يدعو الناس الى للسلام علي في بيتي ثلاثة ايام فكتب الرشيد بذلك الى أمير المؤمنين وعندما وصل الاصمعي كان ممن جاء يسلم عليه البقال القديم جاء بثياب وسخة وفي رجله جرمقان والجرمقان خفان
قال الاصمعي للبقال هل صار الماء نبيذا فأطرق البقال ولم يحضره جواب
You must be logged in to post a comment.