البدايات المربكة

الْبِدَايَة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . النِّهَايَة 

الْكَثِيرِ مِنْ الْبَشَرِ حِين يَبْدَأ لاَ يُفَكِّرُ أَيْن سَيَصِل وَهَل سيكمل ؟ ! وَهَل سَتَكُون رَحْلِه جَمِيلَة ! ! 

وَهَذَا التَّفْكِيرُ فِي حَدِّ ذَاتِهِ يُلْغِي تِلْكَ الْمَسَافَةُ يَمْنَعُهُ أَنْ يَعِيشَ تِلْكَ اللَّحَظَاتِ خَوْفًا مِنْ مَا سَيَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ 

فَيُقْتَل مُتْعَة تِلْكَ اللَّحَظَاتِ خَشْيَةَ أَنْ يخسرها وَلَوْ تَأَمَّلَ مَا يَفْعَلُ فَتَجِد أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَخْسَر نَفْسُهُ تِلْكَ اللَّحَظَاتِ تَمَامًا كلاعب كُرِه يُسَجِّل هَدَفًا عَلَى فَريقِه رَغِم أَنَّه هَدَف وَلَكِنْ فِي الْمَكَانِ غَيْرَ الْمُنَاسِب فَتَحَوَّل لخساره وَقِلَّة إدْرَاك وَفَقْد ثِقَةٌ فَريقِه بِه 

هُنَاك أُمُور حياتية سَوَاءٌ بِالعَمَلِ أَو الدِّرَاسَة يخطط لَهَا الْإِنْسَان وَمِنْ ثَمَّ يُقَرِّر الْبِدَايَة وَيَضَع إِسْتراتِيجِيَّة التَّنْفِيذ وَيَأْخُذ بِعَيْنِ الاعْتِبارِ بَعْض المعوقات الْمُتَوَقَّعَة ويدون لَهَا حُلُول وخطط بديله وَهَذَا جَمِيل وَلَكِن حِين يُحَاوِلْ أنْ يَسْتَبِق الْأَحْدَاث خَوْفًا مِنْ ضَيَاعِ الْجَهْد وَالْوَقْت فَيُرِيد رَأَيْت النَّتَائِج قَبْل حَتَّي أَنْ يُقَدِّمَ الإنجازات فَهَذَا خَوْف مَرْضَى وقلق لَنْ يَنَالَ مِنْهُ سِوَى مَا ظَنَّ 

فَهُنَاك حَدِيث قُدْسِي 

(أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَإِنْ ظَنَّا خَيْرًا أَتَاهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا أتاه) 

هُنَا أُمُورٌ تَتَوَكَّل فِيهَا عَلَى اللَّهِ وتبدأ بِهَا وَأَنْتَ مُؤْمِنٌ إنْ اللَّهَ لَا يَضِيعَ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا فَهِيَ ، تَحْتَاج لمجهوداتك الذَّاتِيَّة الْبَدَنِيَّة وَالفِكْرِيَّة 

فَلَا تَمْلَأ عَقْلِك بِأَفْكَار الإخفاق وَلَا تَمْلَأ قَلْبِك بِالْخَوْفِ مِنْ الْفَشِل أَو الْخَسَارَة . 

وَلَكِن هُنَاكَ أَشْيَاءَ قَدَرِيَّة 

بِمَعْنَى أَنَّ يَجِدَ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ فِي طَرِيقِ شُعُور 

أَو عَلاقَةً دُونَ أَنْ يُقَرِّرَ أَنْ يَبْدَأَ وَدُون تَخْطِيط 

فَيَضَعُه اللَّهُ فِي الطَّرِيقِ ، هُنَا الْبَعْض مِنَّا يَشْغَل تَفْكِيرِه هَلْ أَنَا أُرِيدُ السَّيْر بِمِثْلِ هَذَا الطَّرِيقِ ! ؟ 

هَلْ هُوَ يناسبني ! ؟ 

وَهُنَاكَ مَنْ يَعْشَق المغامرات ويمتلك قُدْرَةٌ عَلَى التَّجَاوُزِ وَالتَّغَافُل والتجاهل فَلَا يُفَكِّر أَبَدًا بشئ وَيُعَبَّر ذَلِكَ الطَّرِيقِ مستمتعا بِكُلّ مُنَاظَرَة الشعورية ومطباته الْفِكْرِيَّة 

وَهُنَاكَ مَنْ عَبَّرَ مِثْلِ تِلْكَ الطُّرُقَات وَلَكِنْ كَانَتْ وَعْرَة عَلَيْهِم فَأَحْيَانًا 

تَتَشَابَه الْبِدَايَات مَع بدايات نِهَايَات فَاشِلَة مُؤْلِمَة خَاذِلُه مميته هُنَا 

تُذَكِّرَك تِلْك الْبِدَايَة بمواقف وَتَجَارِب مُوجِعَةٌ وَتُعِيد لَك تِلْكَ اللَّحَظَاتِ وَلَكِنْ لَيْسَتْ الْجَمِيلَة لَا بَلْ المؤلمة تُعِيد عَلَيْك مشاعرك الْقَاتِلَة هزائمك النكراء فشلك الَّذِي مَازَال يَفْتَرِس قَلْبِك 

فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ تَتَمَنَّى أَنْ تَبْلُغَ النِّهَايَة وتختصر الْوَقْت عَلَيْك وَعَلَى قَلْبِك فَإِنَّ كَانَتْ جَمِيلَةً تَكْمُل بِأَمَان وَرَاحَة لِأَنَّك تُنْزَع الْخَوْف وَالْقَلَق مِنْك وتعيش ثَوَانِي تِلْك الْخُطُوَات بِكُلِّ مَا أُوتِيت مِنْ شُعُورِ وَلَكِنْ لِأَنَّ ذَلِكَ الْأَمْرِ مُسْتَحِيلًا 

فَإِنَّك تَقِف بِالْبِدَايَة وَتَقَرَّر إمَّا أَنْ تُكْمِلَ وَتَتَحَمَّل مصيرك مَهْمَا كَانَ أَوْ تتراجع لتحمي نَفْسَك مِنْ خِذْلَانِ وَوَجَع قَدْ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقِفَ بَعْدَه ، رُبَّمَا . . . . سَيَكُون ! ، 

فَتَضِيع مِنْك فِرْصَة النِّهَايَة السَّعِيدَةُ الَّتِي مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ تَكُونَ ! 

فَأَنْت لَا تُعْلَمُ تَسِيرُ فِي مَجْهُولِ وَلَا ذَنْبَ لِلطَّرِيق بِمَا سَيَظْهَر أَمَامَك مِنْ مَناظِرَ مَشَاعِر وَإِحْدَاث أفْكَار ! 

مَعَ تَكْرَارِ الْأَمَل بِأَنْ تَكُونَ تِلْكَ الْبِدَايَة لَا تُشْبِهُ بِدَايَة تِلْك النِّهَايَات يَزْدَاد أَلَم الْخِذْلَان مِنْ الْبِدَايَة وَمِنْ الطَّرِيقِ 

فَيَقِف الْمَرْءِ فِي الْمُنْتَصَفِ تِلْك الْمِنْطَقَة الْعَمْيَاء الَّتِي لَا تعكسها مَرَايَا الْحَدْس وَلَكِن فَقَط تَرَاهَا عَيْن التَّجْرِبَة . 

وَلَكِنْ مِنْ مِنَّا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْرِفَ ماهُو مَصِيرَه فِي السَّاعَاتِ القَادِمَة ! 

هَلْ هُوَ مِنْ الْأَحْيَاءِ أَم الْأَمْوَات ! 

أَوْ لَيْسَتْ تِلْكَ الفِكْرَة كَافِيَةً بِأَنْ نَعيش اللَّحْظَة بَعِيدًا عَنْ مَا سَيَكُونُ وَلِمَاذَا كَان ! ! 

أَلَيْسَت كَافِيَةً بِأَنْ نطلق شُعُورًا حَبِيسا مِن أعماقنا ليحرر شُعُورًا معتقلا فِي أعماقهم 

أَوَلَيْس الشُّعُور بِحَدِّ ذَاتِهِ حَيَاة لِلرُّوح 

فَلِمَاذَا نرهق تِلْك الْأَرْوَاح بالتفكير المسبق 

ونحرمها مِنْ الْحَيَاةِ وَلَوْ لِبِضْع دَقَائِق 

نهبها أَنْفَاسَا قَبْلَ أَنْ تَتَلَاشَى قدرتنا عَلَى اسْتِنْشَاق تِلْك الْأَنْفَاس ! 

للتفكير مَنْطِق وَهُوَ بِمَا يَهَب الْجَمَال وَالرُّقِيّ وَالتَّقَدُّم 

فِي جَمِيعِ الْمَجَالاتِ وَمَا كَانَ عَكْسَ ذَلِكَ فَهُوَ خَارِجٌ عَنْ مَنْطِق الْحَيَاةُ وَلَيْسَ فَقَط التَّفْكِير ! 

فَحَاوَل أَنْ تُهْدِيَ لِنَفْسِكَ مِنْ خِلَالِ أفكارك سَلَامًا وَفَرِحًا 

لَا سَهْمًا وجراحا لَا يُمْكِنُك مُدَاوَاتِهَا حَتَّى بِمُرُورِ الزَّمَنِ 

فَأَحْيَانًا الزَّمَن يُعَمَّق وَيُعْتَق الْجَرَّاح لَا الْعَكْسُ

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author