الدجاجة التي لاتطير

قرأت ذات مرة عن قصة دجاجة عاشت حياتها هاربة لتجتهد في عملها، ولكنها انتهت بقصة حزينة،  سأبدأ بها من هنا. فتحت عيناها على عالم عاشت فيه منذ ولادتها، متأسفة، منذ أن فقست من البيضة. لم ترى اي شيء مميز يمكنها ان تعمله إلا أن تجلس على عشها وتبيض، وتنتظر المزارع ذو الشعر الأبيض الذي تتضح عليه علامات التقدم بالسن هو وزوجته العجوز. كانت أيامها عادية،روتينية، فهي تستيقظ صباحا، تأكل فطورها، تنظر إلى الدجاجات الاخريات، لم تكن تهتم عندما ترى إحداهم تجرى هربا من المزارع، فهذا يعني انها قد انهت خدمتها في هذه المزرعة، وستذهب داخل ذلك المبنى الكبير، الذي صنع من الطين والطوب، اعتقد انهم يسمونه "البيت"، وبعد ذلك يصبح مصيرها مجهولا. اعتقدت تلك الدجاجة انها غير مميزة ابدا وليس لها معنى في الحياة، لكنها تمنت شيئا واحدا فقط: هو ان تذهب إلى المزرعة حيث جميع الحيوانات تعيش هناك، البقر، الوز والبط يعزمون على بحيرة متوسطة الحجم، الخنازير، الغنم والكثير من الحيوانات الا الدجاج، فهن يوضعن في غرفة صغيرة، كل دجاجة في قفص. كثيرا ما تسمع عن الحرية. وفي يوم من الايام أتى ذلك اليوم التي لم تتمناه الدجاجة، وبالمناسبة يمكنكم تسمينها بما تشاؤون لكنني في رأيي وفي نهاية الحكاية، ارى ان " ناجية" اسم لطيف قد يليق بها. ها قد انتهت مدة خدمة "ناجية" واصبحت تشعر بالخوف والرعب عندما سمعت المزارع وزوجته انهم يريدون نقلها إلى البيت والتضحية بها لتملئ معدتهم بالشبع والسعادة بأن طعمها لذيذ للغاية. وفكرت "ناجية" بخطة هروب ناجحة وخرجت من البيت إلى المزرعة، ولكن المزرعة لم تكن بتلك الصورة الي تخيلتها. وهربت" ناجية" من المزرعة كاملة إلى الحقول اللا منتهية، خائفة، ضائعة، حائرة في أمرها، لم تجد من يواسيها. استمرت "ناحية" لعدة ايام تبحث عن مؤى في ظل هذه الأجواء. والتقت "ناجية" ببط ذكر كان صغيرا وخائفا يبحث عن الأمان. "ناجية" وجدت انها ستكون امٌ مثالية لذلك البط، ولكن بعد رحلتهما الاستكشافية للحياة وجد البط انه غير ملائم للعيش مع دجاجة، ليس لانها دجاجة، بل لانه لا يشعر بالاستقلالية، "ناجية" تقيده كما يقيد السجين بالاصفاد. وها قد جاء اليوم الذي يستقل البط عن "ناجية"، تاركا وراءه جرحا كبيرا للمخلوق الذي انقذ حياته ولم يستطع ان يفعل شيئا الا ان يبتعد عنه ويهجره. كانت "ناجية" حزينة في بيتها الصغير التي وجدته مؤى لها، نظرت إلى السماء ورأت البط ابنها، الذي ربته طيلة حياتها لتعلمه الطيران، والغريب في الأمر، ان "ناجية" هي الدجاجة التي لاتطير،فكيف لمخلوق لا قدرة له بعمل شيء خارج طبيعته الجسدية، ان يعلم مخلوق اخر له القدرة الكاملة لهذا الشيء. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author