الرجل الهارب وبئر العسل المرعبة
في أحد الغابات الجميلة كثيفة الأشجار التي تحجب نور الشمس، كان هناك رجل يتمشى ويستمتع بالمناظر الطبيعية الرائعة وصوت العصافير وحفيف الشجر، ورائحة الورود وألوانها الرائعة في كل الأرجاء، وبينما هو غارق بهذه الكون الفريد وجماله، إذ به يرى من بعيد نمرًا ضخمًا يركض نحوه بسرعة جنونية يبدو عليه الجوع الشديد، سرعان ما خطر ببال الرجل أن النمر سوف يقطعه إربًا، لذلك بدأ بالركض بأسرع ما لديه من عزم وقوة تسارعت نبضاته شعر بأن قلبه سيقفز من داخله ويتوقف، ثم وجد بئرًا مهجورة ودون وعيه قفز إليها وتشبث بحبل الوعاء المتدلي في البئر.
بينما هو يلتقط أنفاسه ويهدئ من روعه من مطاردات النمر الضخم إذ به يسمع صوت فحيح أفعى أسفل البئر نظر إلى الأسفل وجدها أفعى ضخمة طويلة جدًا عيناها تلمع كالزجاج، ابتلع ريقه وانقطعت أنفاسه النمر بانتظاره على فوهة البئر و الأفعى العملاقة في الأسفل، أخذ يفكر كيف يتخلص من هذه الورطة، وهو يظن أن حياته شارفت على النهاية.
بينهما هو غارقًا في أفكاره وجد فأرين أبيض وأسود يتمشيان على حبل الوعاء يحاولان قرضه، هنا تسلل الرعب أوصاله سيسقط وتلتهمه الأفعى العملاقة، بدء بهز الحبل بقوة حتى يسقط الفأرين وأصبح يتأرجح نحو اليمين واليسار ويصطدم بجانبي البئر، بينما هو كذلك شعر بشيء لزج دبق على يديه، تذوقه إذ به عسل النحل لذيذ جدًا لم يتذوق مثله من قبل، تذوق الهارب مرة أخرى العسل وكررها مرة ثانية ولعقة تلو الأخرى ومن حلاوة الشهد نسي الرجل الموقف الذي هو فيه، نسي النمر ونسي الثعبان ونسي أن الحبل سينقطع به.
بينما هو غارقًا في العسل وفجأة استيقظ من نومه، نعم لقد كان حلمًا مزعجًا!، لذلك قرر الرجل أن يذهب في الحال إلى من يفسر له هذا الحلم المرعب، وجد شخصًا عالمًا وأخبره كافة التفاصيل، ضحك الحكيم وقال: ألم تعرف تفسيره؟؟؟ قال الرجل: لا يا شيخنا!!، فقال الحكيم: النمر هو ملك الموت، والبئر والأفعى العملاقة قبرك، والحبل الذي تعلقت به هو عمرك، والفأرين الأبيض والأسود هما الليل والنهار، يأخذان من عمرك كل يوم، اندهش الرجل وقال: والعسل يا حكيم؟؟ قال الحكيم: يا بني هذه هي الدنيا التي شغلتك بحلاوتها ولذتها، جعلتك تنسى الموت والحساب هذا هو العسل الذي غرقت به ونسيت الخطر المحدق بك.
المراجع:-
https://www.kids.almo7eb.com/play-11388.html
You must be logged in to post a comment.