الرسام
عاش رسام فقير في قرية صغيرة وكان يرسم لوحات في غاية الجمال ويبيعها بسعر مرتفع، وفي يوم من الايام أتاه فقير وقال له :أنت تكتسب مالاً كثيراً من بيع لوحاتك لماذا لا تساعد فقراء القرية؟
انظر إلى الجزار في قريتنا رغم أنه يوزع على الفقراء لحماً مجانياً كل يوم، لم يرد عليه الرسام يحرفٍ واحدٍ وإنما اكتفى بالابتسام
خرج الفقير منزعجاً من عند الرّسام وأشاع في القرية أن الرسام ثريّ وبخيل فنقم عليه أهل القرية
بعد مدة مرض الرّسام العجوز ولم يعره أحد من القرية اهتماماً ومات وحيداً...
مرت الايام ولاحظ أهل القرية أن الجزار لم يعد يوزع اللحم على الفقراء وعندما سألوه عن سبب قال :
كان الرسام يعطيني المال لأوزع اللحم على الفقراء فلما مات انقطع المال فانقطع اللحمُ!
الدرس الأول : لاتكن سطحياً، ترى من الأمور ظاهرها فقط فالبعض نبلاء في الخفاء ومن فرط يزهدون أن يعرف الآخرين بنبلهم
لاحظ عمر بن خطاب رضي الله عنه
أن أبا بكر رضي الله عنه يقصد طرف المدينة بعد كل صلاة فجر فتبعه لينظر ماذا يفعل هناك خطباً حصل له، فوجده قد دخل بيتاً ومكث فيها ساعة ثم خرج وعندما تكرر الأمر علم عمر أن أبا بكر لا يصدر عنه إلا خير.
فأراد أن يعرف سر أبي بكر فطرق الباب فإذا هو أمام عجوز عمياء.
فسألها :ماذا يفعل هذا الرجل عندكم؟
فقالت له :والله يا بني إني لا أعرفه
ولكنه يحضر كل يوم فينظف بيتي، ويطبخ طعامي ويغسل لباسي وينصرف دون أن يكلمني
وعندما قال عمر مقولته الشهيرة :
أتعبت من بعدك يا أبا بكرا
"أحسنوا حسن الظن بالناس"
الدرس الثاني :
مالكَ وللناس؟! يكفي أن تعرف نفسكَ منذ متى كانت أحكام الناس عادله الناس إذا أحبوا شخصاً جعلوا حسناته رزاياه.
You must be logged in to post a comment.