الركض في الصباح

(الركض في الصباح.)

حالة الركض في البلاد مضحكة لدرجة مبكية

مافي حدا ما عم يركض بغض النظر عن الاتجاه أو الغاية. 

المشهد الصباحي اليوم كان على هاد الشكل:

في ناس كتار كانت عم تركض لتقدر تجيب (الخبز) و عيونن عم تلمع مو فرح طبعاً .. عم تلمع بغصة لأنو سعر الخبز ارتفع اليوم الصبح .. و ليش ما حدا بيعرف طبعاً! 

في ناس عم تركض لتقدر تلحق (السرفيس) يلي اساساً عم يركض ليقدر يعبي مازوت أو بنزين أو أيا مادة مدعومة مانها موجودة

 (ومن الواضح صار أنو عندي مشكلة مع السرفيس ومع هالكراكيب المذّلة الماشية بالطريق).

في ناس عم تركض على مراكز الهرم لتقدر تستلم حوالة داخلية أو خارجية بركي بتقدر تجيب كم غرض بظل هاد الركض المرعب ..  والصدمة الحزينة بتنرسم على الوجه مع جملة

(عفواً عمو بس في غلط بالاسم)

صمت طويل مو بس من العم يلي نزلت دمعتو

لا

فجأة كل شي صار صامت وكأنو نحنا بمشهد من فلم كل شي فيه عم يتحرك بس بدون صوت .. متخيلين المشهد؟.

الركض مُتعب كتير بس ما حدا فينا قادر يوقف .. رجلينا صارت لحالها تركض حتى ونحنا نايمين عم نركض عم نحاول نسبق الحلم ونسبق الوقت

عم نحاول ما نشوف منام حلو كرمال ما نفيق ونعيش السواد يلي عم يكبر

عم نركض لأنو ما فينا نوقف لأنو الوقوف يعني جوع والجوع يعني غصة والغصة صارت متل غيمة عم تغطي البيوت والشوارع والشجر يلي تكسر على بكير 

عم نركض لأنو ما ضل عنا خيار تاني .. مو لأنو منحب الرياضة يلي نسيناها من لما نسينا الكهربا.

عم نركض لأنو لازم نركض وصرنا متل الهامستر يلي بيركض عدولاب وهو بمكانو بس الفرق انو الهامستر مبسوط وعم يلعب.

 

حالياً واقف بنص الطريق وأنا عم أكتب هاد المشهد

واقف بس عقلي عم يركض وقلبي عم يركض بس كل واحد باتجاه

واقف وعيوني على العم يلي قاعد على الرصيف قبال (الهرم) وماسك الموبايل وعم يحاول بركي بيتعدل الاسم

واقف وعيوني عالفرن وصدمة الناس من سعر الخبز و الطابور الطويل 

واقف و مادد أيدي للسرفيس يلي مو معبرني و يلي ما بحبو بالأساس بس مضطر أركض وراه 

لأنو ببساطة التكسي طلع أسرع مني بكتير وسبقني بمسافات!

واقف وعيوني عالشام والشام ما عم تشوفني لأنها من سنين ركضت وطلعت من المشهد كلو وصوت الوجع خلاها ما تسمع غير صوت الرجلين وهي عم تخبط عالأرض. 

هي الصورة الصباحية للبلد أو ما تبقى منها لأنو حتى الصورة طلعت عم تركض ورا البلد وما حدا عرفان لوين .. 

والمصيبة الأكبر .. ما حدا حابب يعرف لوين.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٤٥ ص - Asma
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٤٨ ص - مستشار دكتور حسام عبد المجيد يوسف عبد المجيد جادو
مارس ٥, ٢٠٢٢, ١٠:٤٦ م - Sarora Fayez
فبراير ١٤, ٢٠٢٢, ١١:٥٥ ص - راجية الجنان
سبتمبر ١٢, ٢٠٢١, ٢:٢٧ ص - Maher
About Author