الزنا تلك الأفعال الفاضحة والخادشه بالحياء والآداب العامة التى لا تقتصر على مخالفة صارخه لتعاليم الأديان السماوية والعقائد، بل أيضا مخالفة قيم وعادات المجتمع، وتفشى الأمراض والذوق العام، وصولاً الى خراب الذمم وإضمحلال الأخلاق القويمه، وتزايد تلك الظاهرة لم يكن وليد يوماً أو أيام، ولكن تراكم لأفكار ملوثه بالفاحشه، وإنسياق وراء تلك الشهوات، والبعد عن تعاليم الدين والمجتمع الذى نحيا بداخله ظناً من فاعليها بضعف القانون والرادع العقابى، فجريمة الزنا أو الفعل الفاضح مُجرمة فى جميع الأديان السماوية وعلى رأسهم الدين الإسلامى، فقد ورد النص فى القرآن الكريم على تحريم الزنا والنهى عنه واعتباره من الكبائر التى يهتز لها عرش السماوات ومنها يقول الله تعالى فى كتابه العزيز "الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ(2)
الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ(3) " الآية الثانية والثالثة من سورة النور، وقد ورد فى بعض النصوص التشريعية من مواد القانون تجريم الزنا والفعل العلنى الفاضح وهما جريمتان منفصلين عن بعضهم البعض من حيث الأساس والتكيف القانونى وأيضا من حيث العقوبة، فقد ورد النص عليها فى المواد من 273 إلى 277 الخاصه بجرائم الزنا الوارد ذكرها بالباب الرابع من الكتاب الثالث من قانون العقوبات المصرى، ولم تقتصر جرائم الزنا على شكلها التقليدى، بل انخلع رداء الحياء والعفه من البشر واصبح يُمَاَرس فى شكل حيوانى لايعنى بمَن يُمارِس ولا كيفية الممارسة معلنة انعدام المشاعر والروابط العائلية لما نشهده اليوم من جرائم زنا المحارم، من حيث.. أب وابنة، اخ واخت، العم وابنة الأخ.... الخ، افعالاً يأب الحيوان وهى الفطرة السليمة التى خلق عليها أن يُمارسها، وصولاً لما نره الان من افعال الخدش بالحياء والتحرش، وهو ما دفع المشرع حديثا إلى التدخل بتجريم تلك الأفعال للدفاع عن قيم مجتمعنا، تلك الأفعال التى يلقى فاعلها الإثم والعقاب فى الدنيا والاخرة.
عملت سابقا محرر صحفى بقسم المقال بجريدة المجمع نيوز ثم رئيسا لذات القسم وعملت أيضا محرر صحفى بقسم الحوادث بجريدة فكرة واعمل حاليا محرر صحفى بقسم المقال بجريدة تحيا مصر
You must be logged in to post a comment.