الشجره التي تكلمت

الشجره التي تكلمت

 

        في قرية صفيره، كان يعيش هناك صديقان يدعيا بابلو ودارمو،  وكانت علاقتهما بعضهما استثنائيه، فشخصيتهما لم تكن متناقضه، فقد كانوا مقربين من بعضهم جدا، كان بابلو غير صادق بمشاعره نواياه كانت سيئه، بينما كان دارمو رجل صادق وكان ذو نيه صافيه وأخلاق حسنه.

          في يوم ما، قال بابلو لصديقه دارمو : لماذا لا نأسس مشروع ما سويا؟ فوافق دارمو على فكرة بابلو وعرضه ، فبدأ الاثنان معا بالذهاب إلى مدينة قريبه من قريتهم وأسسا وتولا عملهما الجديد.

         وبعد عدة أشهر من القيام بعملهم المربح والمفيد، قرر الصديقان أن يقوما بجمع النقود التي اكتسبوها من المشروع ومن ثم إنهاء العمل والعوده معا إلى القريه، وفي طريق العوده، بينما هم عائدون إلى قريتهم مرو بطريق الغابه، وكان قد حل الظلام، فتوقفا لأخذ قسطا من الراحه، قرر بابلو بأن يبقي كل النقود التي جمعها من المشروع معه، فقد اقضى طوال الليل يخطط لذلك، وعندما حل الفجر كانت خطته اللعينه جاهزه في رأسه.

     

           عندما كانا مستعدين لاستكمال العوده الى القريه ، إلتفت بابلو إلى دارمو وقال له : أأنت تعرف أنني قد  فكرت كثيرا، فنحن قد جمعنا الكثير من النقود، وربما  أنه ليس من المفيد أن نأخذ كل النقود ونعود بها إلى القريه، ما رأيك أن نقوم بدفن كل النقود هنا، فبإستطاعتنا أن نعود متى شئنا ونأخذ منها قدر حاجتنا.

 

         وافقه دارمو في رأيه وقال :  يا لها من فكره رائعه.

  

      فقاما بدفن النقود  في أسفل شجره ضخمه،  ومن ثم عادا إلى منازلهم في القريه.  وفي تلك الليله، إنسل بابلو إلى الغابه إلى مكان النقود أسفل الشجره، وأخذ النقود  وعاء وخبأها في بئر بسريه تامه مره اخرى.

 

      وفي اليوم التالي، ذهب بابلو إلى منزل صديقه دارمو وقال له : انا احتاج الى بعض النقود بسرعه عاجله، دعنا نذهب ونحضر بعض النقود مره اخرى.

 

  ذهب كلاهما إلى الشجره وبدؤا بالحفر مكان النقود ولم يجدو شيئا، اتهم بابلو صديقه دارمو بأنه قد سرق النقود، فتشاجرا الاثنان وذهبا إلى حاكم القريه في طلب الحكم بالعدل وإنصاف المظلوم. سألهم الحاكم إذا كان لدى أحدهم دليل يثبت برآئته، صرح بابلو أن الشجره التي خلقها الله سبحانه وتعالى هي اكبر شاهد  ودليل، فقرر الحاكم بالذهاب إلى تلك الشجره في اليوم التالي.

 

           تلك الليله، طلب بابلو مساعده من والده، وفي اليوم التالي،  ذهبا مع الحاكم وكبار القريه إلى الشجره التي دفنا تحتها النقود،  فنظر الحاكم إلى الشجره ودار حولها  وقال للشجره  :  يا أيتها الشجره   من هو المتهم؟؟؟ 

 

            فمن المفاجئ لكلاهم، خروج صوت من داخل الشجره يقول : دارمو هو المتهم  هو من أخذ كل النقود.

     

           بينما كان الحاكم وكبار القريه منشغلين في مناقشة هذه القضيه، جمع دارمو بعض من الأغصان وأوراق الشجر اليابسه، وقام بوضعهم داخل جذع من جذوع هذه الشجره الضخمه، وأشعل النار بهم ، فبدأ الدخان يخرج من الجذع وينتقل إلى الجذوع الأخرى،  فعطس،. انه كان والد بابلو  داخل الشجره ، هو من اخرج الصوت.

 

     فقد عاقب حاكم القريه بابلو على لعبته اللعينه بكل حزم وصرامه أشد عقاب، وأعاد إلى دارمو نقوده. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author