كم مرة كنت حائرا ومندهشا من تجاوزك لشيء مزعج؟! كم مرة تصرفت بافعال مجنونة وجميلة؟! تذكر المناسبات التي كنت فرحا فيها؟ كل هذا لم تفعله وحدك.. بل كان صديقك بجانبك ذلك الصديق الذي لم تتصل به وتخبره انك مسرور وفرح تعال وافرح معي.. بل الذي تجده امامك وقت اعلان نتيجتك الناجحة ويحملك على اكتافه ويصرخ ويهتف.. لم تخبره مرة انك حزين تعال وادعمني.. بل تجده يرتدي الحزن معك.. يطبطب عليك وكأنه خيالك.. لم تخبره برحلة بل تخططان لها سويا.. هو ملجىء اسرارك.. ومرآتك.. احد خطوط الدفاع في حياتك.. لا يرضى بإهانتك من احد.. ويخفي دموعك عن الاخرين.. هو الوفاء، الصدق والثقة.
هو من تأتمنه على عائلتك ومنزلك.. من يأكل كما تأكل ليس بحاجة الى وليمة غداء.. هو من يدخل الى منزلك مثل اخوتك.. هو من تتخاصم معه ويتصل معك بعد ذلك وكأن شيئا لم يكن.. هو من يظن الجميع انه اخيك لتشابه صفاتكم وطريقة الكلام.. من يسأل الناس عنه اذا كنت وحدك لان صورتكم في نظر الجميع انكم اثنان لا تفترقان
الكثير منا يظن انه عندما يجتمع بعشرة اشخاص مثلا اصبحوا اصدقائه.. مخطئ احيانا تكون كثرة الاشخاص تدل على الكثير من المصالح.. لا تبني صداقتك مع شخص على مصلحة معينة فتنتهي المصلحة والصداقة معا.. لاتبني صداقتك على المظاهر فتنسى نفسك لتتبعه حسب مايريد وتصبح متصنع، ابنيها على صدق ووفاء واخلاص تام.
لاتخسر صديقك بالنفاق او من أجل مصلحة معينة؛ فمن يخسر صديقا.. يخسر ثقته بالناس.. ويشك في وجود الصدق، والوفاء.. وفي النهاية عدد كبير من الاشخاص حولك لايعني انهم اصدقائك.. بل صديق واحد وفي وحقيقي يغنيك عن مئة من الناس.
احسن في اختيار صديقك.. فالصديق هو رفيق الدرب
كما قال الشاعر:"عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي"
You must be logged in to post a comment.