الصورة

 أرسل إليها صورته ..

تأملتها ثم تأملت نفسي في المرآة

الصورة لا تشبهه ولا انا اشبه نفسي ايضا

اضافت  السنين الكثيرمن الخطوط المجعدة

والشحوب والندوب الجافة

كما سرقت من الذاكرة والنظر

وحتى من الشعر

وابقت القليل من الجمال

يتممه بعضا من الكمال

نعم يا سيدي لا أشبه الصورة !

وقد لا أشبه فتاة أحلامك الغضة !

ولا أي امرأة ..!

نعم لا تشبهني أي امرأة احتضنت الاستقرار

ولم تذق طعم الكبد ولا تعرف معنى (للجهاد)

‏ولا أشبه امرأة لم تقف يوما في طابورالخبز صباحا

أو عند طابور اللحام (الجزار) مساء

ولا أشبه امرأة  لم تصف طويلا أمام الكاشير

اوتهرول الخطى مسرعة للبقالة من أجل حلوى لصغارها

وتعود مثقلة محملة بالأكياس

ولا أشبه امرأة لم تحمل ابن العاشرة من حين الى أخرللمشفى

اوعندما ينام اما التلفاز تجره بحنولسريره

ولا تشبهني أي امرأة تنام بحضن الأمان كل ليلة

دون أن يحدق بصرها في الأبواب وتخشى النوافذ

وتتأكد عشرات المرات أنها اقفلت الباب جيدا

وترعبها طقطقت الابوب في سكون الليل

ولا تشبهني امرأة أعتادت

موعد شهريا لتتزين ..

اوتقضي وقتا للمساج والدلال والعنج .. 

ولا تلك التي تجد في حقيبتها ذات يوم

مالا اوهدية كمفاجأة ..

اتعرف أي أمراة تشبهني يا سيدي ؟

تعال من فضلك انظر في مرآتي

سترى امرأة السنين ملئت وجهها بخطوط الفقد والحرمان و..

لا..لا ترتعب حين تراها أقترب

من المرآه أكثروأكثر ستخبرك أمرا

(هناك أمان وحيد في هذا العالم  تمنيت ان تبقى صورته في مرآتي للأبد)

نعم تمنيت ..

تستطيع سكب

أمانك وحنانك في خطوط السنين وتعبئتها أنسا ومرحا

كما لو أن أحدهم ملئ روحك أنسا وشعورا مختلفا ,

كيف ستكأفه ؟!

وهل سيطرب روحك أنعكاس صورتك مجاورة للأنثى الاستثنائية !
ام تكتفي بالاحتفاظ بها في ذاكرة النسيان لتبقى فقيدة روحك ماحييت