الطمع الاحمق .
في قرية فقيرة بعيدة في احدى مدن استراليا، كان يعيش هناك رجلا كبير يبلغ من العمر خمسين عاما، كان رجل جاحظ العينين، طويل القامه، واشيب الشعر، والطمع يملا ملامح وجنته، كان رجلا ثريا ذا املاك كبيرة يملك بيتا كبيراً ومزعة جميلة جدا تزينها الأشجار المثمرة من كل ناحية ويوجد فيها اصطبل كبيراً من الخيل وكان تحت يدية مئة رأس من الأغنام، كان رجلا متسلطاً جداً على الضعفاء وكان يمتلك الكثير من الرجال الفقراء الذين يعملون على خدمته وتلبيت احتياجاته.
هذا الرجل لم يكن يعرف الرحمه فالطمع قد اغشى على عينيه يستغل ضعف الرجال وأحتياجهم للمال لمصلحته، كان يجبرهم على العمل طوال فترة النهار دون راحة، أما هم فكانو ضعفاء يستجيبون له بسرعه بسبب خوفهم منه واحتياجهم للمال، لقد كان رجلا عصبياً جدا يكفي صرخة واحدة منة تهز المكان رعباً.
لقد كان طمعة وعشقه للمال يجعله يتسلط على البشر اكثر فأكثر، فبعد يوم شاق من التعب والارهاق من العمل لا يعطي العاملين لدية إلا القليل من المال يسد جوعهم ولا يكفي لسد احتياجات منازلهم، مقابل كل هذا التعب طوال اليوم لا يُحَصّلون إلا القليل لقد كان شخصاً غبياً حقاً يقصد ان يفعل بهم هاكذا فقد كان يريدهم فقراء لا يملكون شيئاً من اجل ان يبقوا على خدمته وتحت طوعة مقابل ان يلقي في اوجههم القليل من المال في نهاية اليوم.
في احدا ليالي ديسمبر الممطرة المعتمه من شدة السواد وحينما كان الرجل يريد ان يأوي إلى فرِاشه أحس بالم شديد يمزق معدته، فطلب استدعاء طبيبه الخاص فوراً فلم يكن يحتمل نفسه من شدة الألم وللأسف كان الجو ماطرا ومنزل الطبيب بعيداً جداً فتأخر طبيبه عن الحضور وكان الالم يزداد كثيراً الى أن فقد الوعي.
مرت ساعات الى أن حظر الطبيب ،وبعد فترة من الوقت انها الطبيب فحص الرجل وتبين للطبيب انه مصاب بالسرطان في معدته ويجب ان ينقل الى احدا مستشفيات المدينة، فقد كانت الرحلة من القريه الى المدينة تستغرق يومين في الحافلة.
وفعلا استأجر حافلة فخمه لتنقله الى المدينة برفقة طبيبه، وحال وصولهم بعد يومين من السفر دخلو الى المستشفى لكنهم رفضوا استقبالة نهائيا فكلفة دخول المستشفى والعلاج في كبيره جدا وهو لم يحمل معة الكثير من المال فلم يتوقع ان تكون تكلفة المستشفيات الخاصة كبيرة لهذه الدرجة، فبخلة وطمعه اكبر من ان يفكر حقا اظطر لان يعود مجدداً الى القرية ليبيع ما لديه من املاك زائدة من أجل تغطية تكاليف المستشفى ،وبعد عودته إلى المدينة دخل المستشفى لاستكمال العلاج وكانت كل يوم تزداد حالته سوءاً أكثر فأكثر الى ان وصل الى مرحلة عدم تقبل جسده اي شيء من الأدوية، ومن يوم الى اخر اصبح السرطان يأكل جسدة وينهب ماله أيضا الى ان جاء ذلك اليوم المشئوم الذي فارق في الحياة لتنتهي معه قصه ذلك الرجل المتسلط.
تلك كانت قصة قصيرة من كتابتي المغزى والحكمة فيها كانت..
كما يقول الحكماء الطمع ضر ما نفع والتسلط على الضعفاء ليس قوة ولا حتى منفعة وكل من حاول ان يفعل ذلك سيسقط على رأسه لا محال لان الله لن ينسى ومن ضلم يوماً سيلقى عقابة من الله عز وجل فكونو متسامحين رؤوفين بالفقراء فمن اطعم فقيراً وفك كرب محتاج رزقه الله اضعاف ما قدم من حسنه لمسكين في هذه الحياة فكفو عن الغرور والطمع واحسنُ الى البشر .
بقلم الكاتبة رغد العمايرة
You must be logged in to post a comment.