"7/12/2017" "12:59"
في احدى محطات مترو الانفاق بالخط الثالث.
- الو ايوه يا حبيبتي خلاص لحقت المترو عشر دقايق او ربع ساعة وهكون عندِك كلها 4 محطات بس وهوصل، يلا سلام.
- المترو فارغ تماماً نظراً لتأخر الوقت، لا ليس تماماً هناك عجوز رث الهيئة جالس على ارضية عربة المترو .
- ليس من شأني مادام بعيداً عني و لن يضرني في شئ، كامل تركيزي الان علي مظهري يجب ان اكون في ابهى صوره امام حبيبتي وبكل تأكيد ان يمر اليوم على ما يرام.
- تحرك المترو ، وانتهى من محطتين وتبقت اثنتين أخرتين وأصل الى محطتي، أنظر عبر زجاج المترو تتبعها نظرة لساعتي، هل الوقت يمر ببطء ام هذا ايحاء ! مرت اكثر من ربع ساعة ولم يصل للمحطه التاليه ! مهلاً اين العجوز !؟ انا اتذكر وجوده جيداً، انه لم يغادر عربة المترو ولم يتحرك من الاساس رغم انتظاري الشديد لمغادرته لان رائحته كانت لا تطاق ! لا يهم، المهم الان انه غادر وكفى، من الممكن ان عيني قد خانتني ولم انتبه له في احد المحطات السابقة
،
انظر مره أخره لساعتي، ما هذا الجنون !؟؟؟؟ الساعة 3:00am كيف ومتى حدث ذلك ! ماذا يحدث هنا!؟؟ لا يوجد اشارة في الموبايل ! ساعتي جنت ام انا الذي جننت ! المترو لم يصل لمحطته التاليه لوقت مبالغ فيه ! وهذا العجو.... ! انه جالس في مكانه ! كيف !؟سأجن بالتأكيد، يجب ان اتحدث معه لكي افهم ماذا يحدث في ذلك المكان اللعين!
- اقتربت منه .. عجوز يضع رأسه بين يديه في وضع كئيب كما لو كان مات له شخص عزيز او عائلة باكملها ، ملابسه تبدو كملابس عمال البناء او البلديه او ما شابه، لكنها متسخه بشده ويظهر عليها بقع من الدماء المتجلطة!، تحدثت رغم ضيقي الشديد من رائحته التي اعتصرت ذاكرتي لاتذكر اين اشتممتها من قبل !
سألت: يا عم انت معاك ساعة عايز اعرف الوقت كام !؟
!! صمت....
عدت لأسأله للمره الثانية: طب انت مش شايف ان فيه مشكله غريبه في المترو!
- الاجابه :- مره اخرى صمت ولكن معه صوت انين ونحيب ...
وفي نفس الوقت اهتز المترو وانواره تقطعت بشكل غريب، بعد نصف دقيقه تقريباً توقف المترو عن الحركه تماماً، صرخت لكي يسمعني اي شخص ويخرجني من هذا المكان او بمعنى اخر ينقذني من مصير مجهول، ومازال العجوز يصدر صوت الأنين الغريب، وفجأة يظهر من بعيد عيون حمراء كثيرة تنظر لي من خارج عربة المترو، تركت ذلك العجوز ونظرت من احد ابواب المترو، قرابة العشرين شخص يقفون امامي الان يرتدون نفس ملابس العجوز ولكن بعضهم بدون يد او جزء منها والبعض الاخر بدون قدم واثنين بنصف رأس الشئ المشترك بينهم هي الملابس الموحده كأنهم طاقم عمل، لمحت صفحة من جورنال ملقاه علي الارض حاولت ان اقرأ ما فيها، مانشيت :- (لقى احد وعشرون عامل من عمال الحفر بمترو الانفاق مصرعهم في ظروف غامضة الساعة الثالثة من فجر اليوم) بتاريخ "7/12/2007" - ورقة اخرى ( مقتل المواطن عصام الجنايني وجدت جثته ممزقة بين محطتي **** و**** في ظروف غامضة حيث في الساعة الثالثة فجراً تقريباً "اليوم " 7/12/2009"، وعدة ورقات اخرى تحمل اخبار عن جرائم قتل بشعة تنتمي لنفس التاريخ وتقريباً نفس التوقت الذي توقفت عنده ساعتي حتى الان "3:00am"!
الان اتضحت الصوره، وتأكدت من مصيري ولما سأكون عليه خلال الدقائق او اللحظات التالية..
بدأت المراسم، اضواء المترو تنخفض شيئاً فشيئاً، ابواب عربة المترو تفتح لاستقبال الموتى الاحياء، العجوز يقف وينضم اليهم ليأخذ نصيبه من الوليمة،أظن انه ليس من الضروري أن أُوضح لكم ما هي الوليمة.
بالمناسبة الان تذكرت هذه الرائحة ! اللعنه على ذاكرتي البائسة، كيف لها ان تنسي رائحة المقابر بالتحديد رائحة الموتى !
You must be logged in to post a comment.