١٨ كانون الثاني سنة ٢٠١٨ في شمال لبنان كان الجو بارداً و المطر يهطل بشدة، عاد زياد إلى منزله حزين ووجهه شاحب مقطب الحاجبين، يتمتم ويشتم و يصرخ على اخته من دون سبب ؛ فهمت أمه انه تم رفض طلب العمل الذي قدمه مؤخراً فهذه ليست المره الأولى التي يتم رفض طلبه رغم مؤهلاته الممتازة و حيازته أعلى الشهادات و السببب انه لا يقبل ان يدفع رشوة ليحصل على عمل و يرفض تقبيل ايدي السياسيين ، أبا زياد في طريق العودة إلى المنزل يقول في نفسه من المؤكد ان زياد حصل على عمل هذه المرة، يحاول ان يكون إيجابياً ككل مرة لم يكن يعرف ان التفاؤل لا يكفي في بلدنا لبنان بل نحتاج تغيير في الجذور و القوانين و الأفكار و الاهم من ذلك نحتاج ان نغير من وجهات نظرنا و افكارنا لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!
وصل و طرق الباب فتحت ابنته و كان زياد جاهز ك كل مرة ليسمع النشرة المعتادة بوجه ساخر و صمت عميق
جلس الاب على الاريكة و قد انهكه الغضب و الدمع بعيناه يشعر بالندم و راح يقول في نفسه؛ ما ذنب هذا الولد :درس و اجتهد و نجح و تفوق! على ماذا ألومه بكل مرة!!! في اليوم التالي نادى على ابنه و استسمحه، ضحك زياد و قال لا تقلق يا ابي انا لست منزعجا منك انا فقط لا اريد أن اكون من القطيع!
اريد ان احصل على وظيفتي بمؤهلاتي لاني استحقها فعلاً
أنسيت يا ابي اختي التي ماتت حين سقط علىها الجدار بسبب مهندس اشترا شهادته و عمي الذي توفي نتيجة اهمال طبيباً باع انسانيته بثلاث قروش و ما زال يحصد الارواح هل أذكرك بالمزيد،ة؟
٣٠ سنة من المعاناة
٣٠ سنة و نحن نرسم لوحة دموية بأيدينا!
٣٠ سنة و نحن نبني فرعون بيننا
نحن السبب يا ابتي بالذي وصلنا له اليوم
٣٠ سنة ندلي بأصواتنا للذئب نحنا خراف يا أبتي قد يأكلنا الذئب بليلة ظلماء!
أسمعع يا ابي
العبودية قرار و كذلك الحرية و أنت اختار!
You must be logged in to post a comment.