العدسة وموت "أبو لهب " ..
والعبرة لمن يتجرأ على جناب رسولنا الكريم..
أبو لهب .. اسمه عبد العزى بن عبد المطلب وكنيته أبو عتبة نسبة لأبنه الأكبر عتبة بن عبد العزى بن عبد المطلب، ولقبه الذي اشتهر به " أبو لهب " لقبه بهذا اللقب أبوه عبد المطلب لوسامته وشدة احمرار وجهه ، وهو الأخ غير الشقيق لعبد الله بن عبـــد المطلب والـــد النبــي صلى الله عليه وسلم فهو عم النبي ولكنه كان من ألد أعدائه وأول من ناصب الإسلام والمسلمين العداء .. فكان أول من جهر برفضه للإسلام، فعندما صَعِدَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ - حتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَخْرُجَ أرْسَلَ رَسولًا لِيَنْظُرَ الأمر، فَجَاءَ أبو لَهَبٍ وقُرَيْشٌ، فَقالَ: أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: "تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ ما أغْنَى عنْه مَالُهُ وما كَسَبَ"
أبدى هو وزوجته لرسول الله صلى الله عليه وسلم العداء ، ولم يحترما حق القرابة أو الجيرة ، وحاربه وقاتله واجتهد لصد الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعلن إنكار الدين ودعوة الله.
وكان ابناه عتبة وعتيبة متزوجين من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما "عُتيبة" فلم يسلم، وكانت أم كلثوم بنت رسول الله زوجته، وأختها رُقية زوجة أخيه عُتبة، فلما نزلت سورة المسد قال أبو لهب لهما: رأسي ورأسكما حرام إِن لم تطلقا ابنتي محمد، فطلقاهما ولما خرج "عُتيبة" للسفر إلى الشام مع أبيه قال : لآتينَّ محمدا وأوذينَّه فأتاه فقال يا محمد: إِني كافر بالنجم إِذا هوى، وبالذي دنا فتدلى، ثم بصق أمام النبي وطلَّق ابنته أم كلثوم فغضب فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم سلط عليه كلباً من كلابك "، فافترسه الأسد، هذا عن وفاة عتيبة ابن أبي لهب .
أما وفاته هو يقول المؤرخ الطبري في كتابه "تاريخ الأمم والملوك" : إن أبا لهب مات بعد إصابته بمرض يسمى العدسة ، واصفا إياه بأنه "مؤلم كان العرب متشائمين بشأنه ، وهم يرونه الأكثر عدوى ".
وتذكر كتب السير أن "مرض العدسة" معدي مثل الطاعون ، وتظهر أعراضه في صورة التهاب وتقيحات بالجلد وقيل إنه "مؤلم يصيب الإنسان ويقتل في غضون أيام ، وكان العرب متشائمين منه".
وحول قصة وفاته - أيضا - تذكر كتب السير، أن أبا لهب مات إثر إصابته بداء العدسة، وبعد موته نفر عنه ولده وأبناء عشيرته خوفًا من عدوى العدسة، فلم يواروه في القبر، بل أسندوه إلى حائط، وقذفوا عليه الحجارة من خلف الحائط حتى واروه، وقيل: بقي ثلاثة أيام لا يقرب أحد إلى جثته، ثم حفروا له حفيرة ودفعوه بأعواد فيها، ثم ألقوا الحجارة عليه حتى توارى تحت الحجارة.
وإن في ذلك لعبرة لمن يتجرأ على جناب رسولنا الكريم فيؤذيه بالعمل أو بالقول أو انكار سنته أو السخرية منها أو محاربتها .. وهذا – أيضا - درس لمن يجرؤ على الوقوف حائلا دون بلوغ رسالة رسولنا المجيدة والعمل على الإساءة إليها ، فيتقولون ، أو ينكرون حديثه ، أو يحرفون الكلم عليه ، أو يمكرون له في أي مكان أو أي زمان .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وشكرا لكم .. وإلى لقاء.
بقلم /عبد الشافي أحمد
You must be logged in to post a comment.