الغائب الحاضر

إنتظرتك ...يا وطني 

وكان صوت قطار العمر وهو يمضي يرعبني ، فأضع يدي على أذني باصرار ..ولاااا  أبالي

 

أنتظرتك .. وكنت أرى صوت الأمل يخفت في داخلي ، وأحلامي تتضائل أمامي والواقع ينحر كالدمعة في أطراف أحلامي  ..

 

أنتظرتك ...وكنت أرى طيور الفرح تهجر أشجار عمري ، وأحلامي تجف كأوراق الخريف وأيامي تتسرب كقطرات الماء مني ، ولاااا أبالي 

 

أنتظرتك ..وكنت أرى الأمل يلفظ أنفاسه أمامي ، وذهني يتذكر بارهاق ، وصورتك تبهت في خيالي ، ولااا أبالي 

 

أنتظرتك .. وكنت أرى أرى الطيور تهجر أشجاري ، والورد الأحمر يذبل في مدينتي ، والشمع الملون يخفت في عيني ،، ولااا أبالي 

 

أنتظرتك يا وطني ..وكنت أرى الصغار يكبرون ، وأيام حياتي تتضاءل وعهدي ينتهي ..

ولااا أبالي

 

انتظرتك ..وكانت الأنوار تهفو نحوي ...وأصوات مساجدها وكنائسها تنادي باصرار صادق ..

ولاا أبالي .

 

أنتظرتك ..وكنت أرى الطيور تعود الى أعشاشها ، والمياه تعود الى مجاريها ، والغرباء يعودون الى اوطانهم .، وأناااا وحدي  

لااا أبالي 

 

أنتظرتك ..وكنت أرى الأشياء حولي تتغير ، والأشياء في عيني تتغير ، والأشياء في داخلي تتغير ..

ولاااا أبالي 

 

أنتظرتك وكنت أشعر بأني أكبر ، وبأنّ ملامحي في المرأة تتغير ، وعطر الليل يهجر ضفائري 

ولاا أبالي 

 

أنتظرتك وكنت أشعر بأن مساحة ألمي تتسع ، ومساحة عذابي تتسع ، ومساحة أوهامي تتسع ، 

ولاا أبالي 

 

أنتظرتك وكنت أشعر بأن مقدرتي على الفرح تتناقص ، ومقدرتي على الصبر تتناقص ، ومقدرتي على الحياة تتناقص 

ولاا أبالي 

 

أنتظرتك وكنت أشعر بأن جروحي تتجدد ، وبأن احتضاري يتجدد ، وبأن موتي كل ليلة يتجدد 

ولااااا أبالي 

 

انتظرتك ..وكنت أعيد طلاء أحلامي بأصرار ، وأغسل طرقات الرجوع اليك بدموعي ، وأمسح غبار الانتظار من فوق شبابيكِ آهاتي 

ولاا أبالي 

 

انتظرتك يا وطني ..وكنت أحدث الأشياء عنك ، وأسرد حكايتك على أوتار قلبي قبل النوم كي أنام 

ولاااا أبالي 

 

انتظرتك ..وكنت أتدرب على الطيران كي أصلك ، وأمارس الحياة بعدك بإصرار مميت 

ولااا أبالي 

 

أنتظرتك ..وكان احساسي بالفشل يدفعني ل الرحيل ...واحساسي بالألم يحرضني على النسيان 

ولااا أبالي 

 

انتظرتك ..وكنت أتخيل العدو الناقم يكفنك باحتلال قلبك ،وأنت صامد على انجاب أطفال أحلامك أمامك واحداً تلوَ الآخر ..

ولااا أبالي .

 

انتظرتك ..وكان الحنين أليك يقتلني ..وأحلامي تحاصرني كعدو ناقم ...وأقوال الصحف تلاحقني كوحشٍ مفترس 

ولاااا أبالي 

 

أنتظرتك.. .وكنت أراك تأتي ولا تأتي ، وتعود ولا تعود ، وترحل ولا ترحل 

ولااا أبالي

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author