لطالما كان السواد هوالجزء الاكبر في حياتنا نحن البشر، ومنذ الازل كان يلفنا ويحيط بنا وبكوننا وبكوكبنا الصغير، فنحن انبثقنا منه واليه عائدون، فهذا ما اعتدنا عليه ولكن دعونا من اجبار النفس على شيء اعتادت عليه، دعونا نتأمل ولو قليلا، امنحوا انفسكم بعض الفسحة وتصالحوا مع انفسكم، وحاولوا ولو مرة على الاقل فجميل ان نرى العالم باللون الوردي، ففي النهاية الامر يعود لاختيارنا نحن للون العدسة التي نريد ان نرى فيها هذا العالم، ولنمنح انفسنا فرصة لكي لا نكون سوداويين لا ننفك عن تذكير انفسنا بصعوبة الحياة وعدم قدرتنا على التحمل، فنحن بهذا لا نقدم ولا نأخر بل نزيد الطين بلة، فالحياة هي الحياة فلنتقبلها كما هي بدون شروط او قيود، فما دامنا لا نعلم متى سنخرج من هذه الحياة، فما المانع من اختيار لون نحبه لنعتاد على رؤية العالم بشكل جميل حتى لو لمرة واحدة في العمر، فليست هناك ميزات يفترض ان تتمتع بها الحياة لننعم بها، فالأمر منوط برؤيتنا لها، ولكن ما دمنا نحمل تلك الفراشي والالوان فلما لا، ففي النهاية ان الموت والفناء سيحيلان كل شيء الى العدم، فما الداعي من الإفراط في الجدية في خوض هذه الحياة، فما دامت المساواة سيدت الموقف، فكلنا واحد في هذه الحياة نشترك في الحاجات جميعها من حاجة للمأكل والمشرب والملبس وغيرها من الامور التي نبتدعها ضمن مسمى الحاجات الاساسية، فما يجب علينا الا ان نتنازل عما تسوقه لنا الاعلانات التي تتردد على اسماعنا وابصارنا طيلة العمر من حاجة ماسة للمثالية والكمال الزائف الذي مآله الزوال في النهاية، فالأمر بأيدينا نحن ولا غير، فلننعم باللون الوردي ما دمنا قادرين على ذلك ، قبل فوات الاوان.........
You must be logged in to post a comment.