اكتظت قاعة المحكمة بالحشود التي جاءت لتشهد هذه المحاكمة المتهم فيها الإنسان ضد خصومه الأرض و السماء ولتري ما الحكم.
القاضي مخاطباً الحاجب :نادي على القضية.
الحاجب: القضية التالية والتي تختصر فيها الأرض و السماء الإنسان. ثم يسأل :هل الجميع حاضرون. يجيب المتهم والمدعين :نعم.
القاضي مشيرا إلى الحراس : ضعوا الإنسان داخل القفص متهماً ننظر أهو مذنب ام من الجرم برئ؟
يتم وضع الإنسان في القفص وهو ينظر نظرات يملاؤها القلق والخوف والترقب فهو لا يدري ما سيصبح وإلى أين المستقر.
القاضي: فلتبدأ السماء والأرض في سرد وقائع الجريمة وعرض القضية علينا.
الأرض :طوع أمرك سيدي القاضي. سوف أبدأ في عرض قضيتي العادلة ضد ذلك المدعو باطلا .. إنسان. وتبدأ الأرض في سرد القضية وسط صمت الحاضرين.
الأرض :لقد سخرني الله لخدمة الإنسان وامرني أن أكون طوع يمينه فلا اثور أو أعلن العصيان عليه وما كنت لأعصي امرا للرحمن. فإذا بذلك المخلوق الذي كرمه الله على المخلوقات إلا أن عاش على ظهري فعاث بي الفساد فأمر ما أحمله من جنان باسقات لها طلع نضيد تسر العيون وتؤتي له بأجمل الثمار ليقتات عليها فقدتها واحرقها. من منا سيدي القاضي لا تغمره السعادة ويذهب ما به من هم وضيق إذا ما رأى الماء يمضى رقراقا في النهر على هون تارة وتارة يزمجر له هدير يرتطم بالصور فينحته فإذا به يلوث ماء النهر الذي يحمل ماء عذب يرويه في عطش بل يذهب بظمأ الطير والأشجار. سفك دماء فقتل واصبح يستخدم أسلحة فيديو نساء وأطفال. أخبرني بالله عليك سيدي القاضي:ما ذنب رضيع ونساء وكهول مسالمين؟ هل حملوا في الحرب سلاحأ ام كانوا يعيشون بالقرى مسالمين؟ شرد أخاه الإنسان بلا جرم اقترفته يداه واصبح القوى يأكل حق الضعيف ففاق بفعلته قانون الغاب. أطاع الشيطان عدوه واتخذه صديق صدوق أمين.
You must be logged in to post a comment.