المتهم إنسان الجزء الثاني

واستطردت  الأرض قائلة :ينهب  ويسرق  أموال المستضعفين والفقراء  والمحتاجين  فيعيش في  بذخ  ويتركهم من  ألم الجوع  يعانون.  يأكل  حتى الضخمة لا يلقي إليهم  حتى بالفتات .... أصبح قلبه  صخرأ  لا يحس  فأغلقه واحكم الإغلاق.  يعتدي  على  أرض غيره  فرحتها ويشهد أهلها ويقتل  الأطفال ويغتصب  النساء.... طمعا  منه  لا يحفظ عهداً  ولا يلتزم  بميثاق... يرتكب  الآثام  على ظهري وأول أطلق  أنينا فلا يلق بالا بل أنني  قد تصدعت  وأطلقت  الزلازل والبراكين  تحذيرا  له ليكف  عن طغيانه  وسيعود إلى الصراط  الذي  رسمه  الله  له ولقد لوث  الماء الذي  يجري  لحفظ له  الحياة فلم يترك الماء  نقيا كما كان ولم يتركني  كما  خلقني  الله  في  بهاء. 

القاضي : فلتتكلم  السماء. 

السماء : أيها القاضي  العادل  قد لجأت  إليكم  لأعرض  ما أقترفته  يد الأنسان... إنه آثم وجريمته  مكتملة  الأركان. 

القاضي : تكلمي  ولا تطلقي  الأحكام  فهذا ليس من  شأنك. 

السماء :عذراً  سيدي  القاضي  سأقص  على مسامعكم  قصتي. قد سخرني الله برحمته كما الأرض  لخدمة  الإنسان ولولا  أمر الله  لوقت فوق  رأسه  فازهق  روحه... لقد أفسد الإنسان  هوائي الذي يتنفس كي يعيش  وأحدث  ثقبا  في  طبقة  الأوزون  التي تحميه  من أشعة ضارة للشمس وتحفظه  من خطرها مثل الأشعة  فوق  البنفسجية   والأشعة  تحت  الحمراء وأطلق  أقمار صناعية  للتجسس  وليستخدمها في  توجيه صواريخ  وطائرات  ليقتل ويبيد  الحرث  بلا رحمة. 

القاضي : الآن  تحدث أيها الإنسان  وقدم حاجتك وما لديك لتدافع  عن نفسك. 

الإنسان متلعثما  خائفاً : أيها القاضي  الرشيد... أتوجه  إليكم  لم عهدنا فيكم  من حكمة والرأي  السديد. لا أنكر ما جاء  على لسان  الأرض و السماء  ولكن سيدي لقد خلق الله  البشر وترك لهم الإختيار  فمنا من أوفى  بالعهد  ومنا من تسبب في  الدمار.  فأنا اطيع  لله أمراً فأعمر الأرض  واحافظ عليها واستمتع  بمائها  الرقراق  في البحار وأذهب إلى  البحر مهموما  فأعلم وقد ذهب  الحزن  عني شاكراً لرب الأرض  الذي  ذللها  لي وازرع  الأشجار واستمتع  بالجنان  حسنها وثمارها وأقيم لمن ليس له مأوى  الديار وأرسل لمن يعاني  الجوع  الغذاء وكم استمتعت  للنظر السماء  الزرقاء  الصافية وكم عشقت منظر النجوم في  الليل  تضئ  أرجاء  السماء ... ولكن أخي  قد  فتح للشيطان  باباً فأرتكب  المعاصي  وما استحق  أن  يكون  إنسان  فأرجو  ألا تأخذني  بجرم اخي  فنحن في دار العدل  وفيها نشعر بالأمان. 

القاضي :  قد  ألقى  كل منكم  بدلوه  والآن  تنتظرون إصدار  الأحكام. ما أنا بقادر على إصدار حكم  ولكن لننتظر  الفصل  في القضية  وإصدار  الحكم من قاضي الأرض و السماء.   

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author