المجروح من عائلته لا يشفى ابدًا

"المجروح من عائلته لا يشفى أبدًا... " 

هذا ما رددت به فتاه عشرينية لمده طويله أمام الأطباء الذي يحاولون معالجتها لأنها تشكي العديد من الآلام والأمراض العديدة، رددت لمدة طويله أنا لست أشكو أي شيء والجرح الذي بداخلي لا يشفى وكلما يقول لها طبيب نحن نعالج كل الجروح كانت تقول "المجروح من عائلته لا يشفى أبدًا" وبكل مره كلما ذهبت لإحدى المستشفيات كانت تقول لا أريد معالجتي أريد حدوث معجزه ، أريد أن أخرج من هنا ، أريد كل شيء يتغير حتى أنا ، وما لم تكمل كلامها الفتاه قد تبين لإحدى الأطباء أنها تعاني من حالة نفسيه سيئة ويجب إدخالها المصحة لمعالجتها....

جلست الفتاه العديد من الأيام لا تتحدث بشيء ولا تأكل شيئا كل ما تقوم به هو قول "المجروح من عائلته لا يشفى أبدًا".

توفيت الفتاه بعد اشهر من دخولها المصحة واراد الجميع معرفة ما كان سبب تردد الفتاه في جملتها المعتادة الذي قالتها لأشهر وايام عديده وقررت إحدى الممرضات ايجاد دفتر مذكراتها التي كانت تكتب عليه دائما في المصحة، وهذا ما وجدو في دفترها....

"مررت بأيام سيئه وكأنني لم أعش يومًا ، أشعرتني العائلة لسنوات أنني مجرد روح في البيت لا يسمع لي أحد وكنت أتحمل كثيرا لدرجة أنني دائمًا ما اقوم بفعل الروح الجميله في البيت والضحك دائمًا، كنت أُشعر الجميع بأنني أسعد انسانه رغم كل الألم الذي أشعر به دون أن يعلم احد بما أعاني ، كنت دائما بصحه سيئه جدًا وأعاني من أمراض عديده وكنت آخذ من الأدوية أشكالا وانواعاً عديده لأن كان ضن الأطباء دوما أنني متعب مرضاً وليس روحاً ، وكنت في الآونة الآخيرة قد بدأت بالتغير حتى أنني بت أُهمل نفسي كثيرًا حتى أنني بدأت أكره الجميع ؛ أمي ، أبي ، أخوتي ، حتى أصدقائي وكرهت نفسي أيضاً ، اختفت ضحكتي الذي كانت لا تفارقني ولم يشعر أحد كل ما كان يرددون به أنتِ سيئة والقيام بالإبتعاد عني ، لم يحاول احدًا معرفة ما حل بي حتى أمي لم تحاول معرفة أنني انتهي وأبهت يوماً بعد يوم حتى أنني بدأت أحاول قتل نفسي بالبعد عن الطعام والقيام بأعمال الحياة اليومية ، كل ما اقوم به هو النوم فقط ، كنت مريضةً للغايه بالآونه الآخيره لكنه ليس مرض جسدي وإنما روحي ، وكل ما يأخذني أحد أفراد العائله إلى. طبيب كل ما أقوم بقوله عند سؤالي عن ماذا يؤلمني هو القول" المجروح من عائلته لا يشفى أبدًا " وهكذا إلى أن أصبحت بعين الجميع مختلةً عقلية يجب إدخالي المصحة العقليه ومعالجتي بأسرع وقت لأن فراغ حياتي الذي كان يؤلمني ويؤلم روحي بدأ يزعج تلك العائلة القائمه على قتلي بكل يوم يمر في حياتي ، واليوم أشعر أنني لن أستيقظ مجددًا اشعر انني قد انتهت حياتي بالشكل الكامل وكل ما أريد فعله هو النوم إلى النهاية "

 

وهذا كان آخر ما كتبته الفتاه وبعدها غادرت الحياه الذي كانت سبب لتدميرها ولن تعود الى المنزل القائم على قتلها دون الشعور بها وفهم ما حل بها لمره 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Sarora Fayez - مارس ١٥, ٢٠٢٢, ٣:١٨ م - Add Reply

مشكلة كبيرة، لما شخص في البيت تبقى روحه مختلفة عن روح اللي حواليه، دايما حيشوف نفسه شخص غريب، وثقته حتقل بنفسه... لكن في كل الأحوال غلط حد يبعد اوي عن نفسه ويبين عكس الحقيقة لانه كدة تعب نفسه اكتر.. والحقيقة ان الصدفة هنا بتلعب دور ممكن أسرة فعلا تدمر اكتر من أسرة وتترك خيارات قليلة قدام الضحية.
أما المصحات النفسية، والعلاجات النفسية الدوائية، قد تصعب المشكلة ولا تحلها؛ فمثلا بعضها يسبب زيادة في الوزن وقد يسبب أيضاً اللامبالاة، رأيي إن العلاج الأساسي ينبع من معرفة الأسباب التي أدت للمشكلة النفسية، قد لا يفهم كثيرون في المرض النفسي، وقد يكون كثيرون لديهم مرض نفسي ولا يدرون، العلاج يحتاج لوعي الشخص نفسه بنفسه ومواجهة متاعبه وليس الهروب منها، يحتاج لمزيد من الشجاعة والكثير من الصبر.
ومن يريد صرف أموال في أدوية أو مصحات، من الأولى صرفها في التمتع بالطبيعة والتفاعل معها وملاحظتها والخروج في الأجواء المفتوحة والاحتكاك بأناس آخرين.

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن