المرأة والمجتمع.....
النضال والجرح بقلم : د: سعيد أبو جعفر\ الأردن
تخرج من جامعته ولم يجد عملاً ، وكانت له محاولات أدبية كالخواطر الشخصية ولا يطلع عليها احد حيث كان يخجل منها لشعوره أن مستواها بسيط لا يرقى للنشر أو حتى لاطلاعه على زوجته المحامية.... ذات يوم وهي ترتب أوراقه وجدت قصاصات مكتوب عليها كلام أعجبها الى حد ما ،وفي المساء وقد عاد مهدود الجسم ومنهك التفكير مقطب الحاجبين، أعدت له الطعام ، فبدأ يتذمر كالعادة من عدم عثوره على عمل – أي عمل – فالوضع الاقتصادي العام في الوطن ليس بالسهولة أن يوفر فرص عمل لطوابير الباحثين عن عمل.... لا فرص استثمار ولا تسهيلات لها وبالتالي ارتفاع معدلات البطالة وزيادة نسبة الفقر والفقر المطقع.
سمعت له كل آهاته ووجعه الذي يكاد ان يكون مزمناً، لا بل وجع العديد من الخريجين أمثاله، أعدت له كأسا من الشاي- الذي يحب- المضاف إليه قليلاً من الميرمية، وقالت له : وهي تقدّم الكأس، اشرب يا عزيزي الكاتب المبدع، وابتسامة على محياها مليئة بالتفاؤل والأمل والحب، رفع عيناه ليرى ذلك كله في وجهها الوضّاء قائلا: عزيزتي، اعترف اليوم اني اخطأت في اختيار تخصص الصحافة والاعلام، لماذا لم أدرس معلما(مدرّس) محققا رغبة والديّ؟!!
قالت: كفاك تشاؤماً، وأشهرت من جيبها وريقات كان قد كتبها ، التي عثرت عليها في السابق؛ وشرعت تقرأ .... وهي في قمة السعادة.
لقد كانت كتابات ساخرة ومؤثرة ومعبرة جدا ؛انت تكتب بشكل جميل جدا لماذا لا تنشره يا عزيزي؟!!! قال: لا أظن أن يرقى للقبول من قبل مدراء التحرير في الصحف المحلية في الوطن.
قالت: يا (غزيّل)، هل جربت ؟ ثم كيف لك أن تصطاد سمكة دون أن ترمي السنارة في الماء؟!!!
قال: لا، ابداً... بصراحة يا (زين النساء) اني اخجل ان ارسلها للصحف أشعر انها ليست بالمستوى الذي يرقى للنشر.
قالت: انفض غبار التشاؤم عن دماغك الراقي وانطلق ، انت كاتب عظيم.
أصبحت كل يوم تترجاه بألا يخجل من كتاباته، فهي رائعة ومؤثرة وسوف تُنشر.
الى ان جاء يوم يتأبط صحيفة ووجهه منير بنشوة الفرح وربما الانتصار على ذاته المتشائمة .
.......... يتبع الجزء الثاني
You must be logged in to post a comment.