الملوث داخلياً لا يستوعب وجود بشر انقياء ..

 جميعنا عِشنا لحظات الم و حزن و خيانة و امور بشعة حدثت مع كل شخص فينا و يبقيها محبوسة في داخل اعماقه و لا يُحدث احداً سوى نفسه عنها و بسبب هذه الامور السيئة و التجارب الفاشلة التي يجب عليها ان تعطينا درساً لنكمل هذه الحياة ولكن للأسف نحن نستخدمها و نُصِّر انه مثلما كانت هذه التجارب فاشلة فستكون التجارب المستقبلية فاشلة ايضاً .. أو حتى إن كُنا نثق بشخص غالي علينا ثقة عمياء و في يوم من الايام يكسر هذه الثقة بكل بساطة نضع هذا الشخص امامنا طوال مسيرة حياتنا و نقول في انفسنا مثلما خذلنا هذا الشخص سيخذلنا الكثيرون .. أو حتى عندما نمر بمراحل صعبة في هذه الحياة و نخوض تجارب قاسية و سيئة مع مرور الزمن نكتشف اننا لا نثق و لا نتوقع الخير أو أي محبة من أي شخص .. اصبحنا في زمن الأخ لا يثق بأخيه و لا الزوج بزوجته و لا حتى الأم و الأب بأولادهم .. اصبحنا قليلين الثقة و كثيرون الشك في أصغر الأمور و أكبرها .. بالطبع انا انظر للأغلبية و ليس للجميع .. لهذا أود أن اقول لو اعطينا أنفسنا مساحة قليلة من الهدوء و ننظر حولنا و نفهم من منا و من علينا ستكون حياتنا أفضل مما هي عليه الأن .. أود أن اقول بأن هذه الملوثات التي حدثت معنا في الحياة يجب أن نجعلها دافع للتقدم و ليس محط للشك و عدم الاستقرار الداخلي .. لو يريد أي شخص مننا أن يصبح شيئاً او ينجح بعمله او اياً كان فعليه أن يثق باشخاص يعلم علماً يقيناً أنهم يستحقون حتى لو خذلوه في يوم من الأيام يجب أن يأخذو فرصة ثانية و أن يساندوه .. لأننا بكل بساطة لا نستطيع الإعتماد على انفسنا في كل شيء نحن نحتاج يد المساعدة من الأقربون لنا .. لنستطيع أن نكمل طريقنا بكل راحة و نجاح .. لا يوجد إنسان سيء و لكن يوجد من جعلته الحياة سيئاً بالفطرة .. لهذا بدلاً من ان نلقي اللوم على الأشخاص الذين اخطئوا علينا ان نرى السبب الذي جعلهم يخطئوا .. ربما الحياة اسهل مما نتوقع و ربما نحن اصعب مما نظن. نافية نواف الفارس