نرى الكثير من الغموض المحبذ و الرومنسية يلف أي شخصية تتسم بالهدوء و قلة البوح بما في مكنونها و حب العزلة في الكثير من الأعمال الأدبية و السينمائية, و في الأمثال و أقوال القدماء الصمت دائما ما كان يرمز للحكمة و الذكاء. هذا السكوت أهو فعلا يقابل بالإحترام دائما في واقعنا و في مجتماعتنا؟.
في الواقع الشخص الذي لا يفضل الكلام أو مخالطة الناس هو لا يزال يملك صفة الغموض و لكنه يقابل بسوء الفهم بعدة طرق, فهناك من يشعر بالشفقة ظنا منه أنه يعاني من مشكلة نفسية, و هناك من يشعر بالاستهجان من الصمت و أنه دليل على غرور الشخص الهادئ و أنه يرى الناس أقل شأنا منه, و البعض الأخر قد يفسر ذلك على أنه كره للناس و الحديث و قد يشعر بالخوف و التوتر من الاقتراب و محاولة التواصل, و غيرها الكثير من الاعتقادات الشائعة و الخاطئة.
نحن كبشر خلق الله فينا الاختلاف, ليس اختلاف لون البشرة و اللغة و حسب و لكن طباع الشخصية و الفكر أيضا, فليس وراء كل انسان قل كلامه او فضل الوحدة قصة ما. هو فقط اجتماعي بطريقته الخاصة.. يحب الحديث عندما يقتضى الأمر او يهمه الموضوع.. يحتاج الي وقت كافي ليألف الناس و يشعر بالراحة معهم, يشعر بالخجل و لا يعرف الحديث مع الغرباء بسهولة, يريد أن يجلس لوحده ليفكر بينه و بين نفسه و يسترجع طاقته ذلك أن الأشخاص الهادئيين بطبيعتهم يقدرون أوقات تفردهم لأنفسهم كثيرا و يحتاجون لمثل هذا الوقت لأنهم ينهكون بعد فترة من التفاعل الاجتماعي مع من حولهم.
السر لإكتساب ود الهادئيين و فهم شخصيتهم هو اعطائهم الوقت و المساحة لكي يشعروا بالراحة معك و عدم الاستسلام سريعا للاقتراب منهم, هم فقط يحتاجون أن يشعروا بإهتمامك عندها سترى الجمال و الدفئ الذي يقبع وراء غلاف الصمت.
You must be logged in to post a comment.