5 عادات صحية لزيادة و تعزيز الثقة بالنفس

الثقة بالنفس هي شكل من أشكال التوازن النفسي الداخلي الذي يوجد لدى الفرد و التي بدورها تمكنه من تحقيق غاياته و أهدافه بقوة و السعي لها دون تردد, كما أنها تعد بمثابة مقياس يجعل الفرد واثقا من الإمكانيات و القدرات التي لديه. ويشير علماء النفس إلى أن الثقة بالنفس غاية ينشدها الناس بغض النضر عن الفروق الاجتماعية و الإقتصادية, لأن من يتحلى بهذه الصفة سيشعر بالسعادة و الرضا الدائم, كما أنها تمثل دورا مهما في حياة الفرد و عاملا أساسيا للنمو الشخصي و الاستقرار النفسي و الشعور بالكفاءة و القدرة على مواجهة الصعاب. 

أهمية الثقة بالنفس:

تتجلى أهمية و ضرورة اكتساب الثقة بالنفس في حياة كل شخص بمنحه شعورا يمزج بين الرضا و السعادة من خلا تحقيق الإنجازات في كافة مجالات الحياة و التي بدورها تمكنه من امتلاك مستوى عالي من الثقة بالنفس. بالإضافة إلى تزويده بطاقة إيجابية من خلال تحقيق التوازن النفسي و قهر الصعاب لتحقيق النجاح, و يرى موس و هلهان (moss and holhan), أنه  يمكن من خلال الثقة بالنفس التنبؤ بالنتائج السيكولوجية السلبية لضغوط الحياة, فكلما قلت الثقة بالنفس أو  ضعفت شعر الفرد بضغوط الحياة بصورة أكبر, لذلك أجريت العديد من الدراسات التي هدفت إلى زيادة معدل الثقة بالنفس لدى الأفراد و ذلك لتحصين ضد ضغوط الحياة.

كما أوضحنا سابقا بأن الثقة بالنفس هي إيمان الشخص بقدراته و مواهبه و قراراته بغض النظر عما يعتقده الآخرون عنه, لذلك فإن الثقة بالنفس هي أحد الشروط الضرورية التي يجب على الجميع اكتسابها و تطويرها قدر الإمكان من خلال تبني 5 عادات صحية لزيادة و تعزيز الثقة بالنفس. 

1- الاعتناء بالذات :

حاول دائما إعطاء الأولوية لذاتك من خلال العمل على تحسين العيوب و النواقص التي تشكل حاجزا بينك وبين تطوير ذاتك, و السماح لها بالتجديد من خلال التركيز على النقاط المهمة التي تمكنك من زيادة النمو الشخصي الذي يتجلى في تشييع الذات بالمعرفة في مواضيع مختلفة و الإهتمام  بالصحة عن طريق ممارسة الرياضة و التعود على إتباع نظام غذائي متوازن بالإضافة إلى المضافة الشخصية و الإهتمام بالمظهر الخارجي.

2- اجتناب الوقوع في فخ المقارنة:

إن مقارنة نفسك بالآخرين من العادات السيئة التي تؤذي تقديرنا لأنفسنا, و تقتل الثقة بالنفس من خلال الاعتقاد بأن ما نملكه أقل قيمة من الأشخاص الآخرين, لذا فالتفرد بأسلوبك الخاص و تفكيرك و شخصيتك من أهم المميزات للعيش برضى و قناعة تامة بعيدا كل البعد عن المقارنات التي تشكل تهديدا على تقبل الذات, و إن كان لا بد منها, فلتكن بين امسك و يومك, لذا لا تطمح أن تكون أفضل من الآخرين, أطمح أن تكون أفضل من نفسك سابقا. 

3- انتقاء ما يدفعك للأمام :

أحط نفسك بالأشخاص الإيجابين, و تجنب مصادقة من يملكون نظرة محبطة للحياة, بالشخص الذي لا يجعلك تشعر بمشاعر جيدة تجاه نفسك, انت في غنى عنه و لا يستحق أن يكون في حياتك, لذا صادق الأشخاص الذين يحبون عيوبك قبل مزاياك, و يدعمونك و يثنون على جهدك و يدفعونك إلى الأمام. عكس الصديق الذي لا يرى إلا عيوبك و إن كانت طفيفة فسيجعلها كبيرة في عينك, و لن يرى فيك إلا النقص و الخلل. وبالتالي لن يساعدك على تعزيز الثقة لذاتك, لذا حاول الحفاظ على الإيجابية في حياتك بالانتقاء من هم أنسب لك من أجل توجيهك إلى الطريق الصحيح, لأن من تختارهم ليظلو رفقة لك له تأثير كبير على ما تصبح عليه في نهاية المطاف.

4- التخلص من التفكير السلبي:

يذكر علماء النفس بأن ما نقوله لأنفسنا بمعنى العبارات أو الكلام الذي تغلب عليه نبرة القسوة و توجيهها لذاتك هي ما يشكل شخصيتك. لذا فالأفكار و السلوكيات المرتبطة بكل ما هو سلبي قد يعيق ثقتك بنفسك و يهدمها, و من أجل التغلب على الفكر السلبي الذي ينتج عنه الشك و الإحباط, عليك بإنشاء حاجز يمنع من تغلغل تلك الأفكار السلبية لوجدانك من خلال تشكيل صورة عن نفسك و أنت في هيئة الواثق من نفسه, و تخيل ذاتك بإيجابية و معاملتها بكل تقدير, ثم حاول أن تدخل في حالة من الرضى و الثقة بالنفس التي تود أن تكون عليها من خلال التركيز على الشعور الذي تتمنى أن تشعر به عندما تقوي تقديرك لذاتك.

5- تقبل ذاتك:

تقبلك لذاتك يعد أول درجة في زرع الثقة بالنفس, و ذلك من خلال تحديد نقاط ضعفك و العمل على تحسينها و تطويرها لتصبح ذاك الشخص الواثق من نفسه و الذي استطاع اجتياز مراحل صعبة من النمو الشخصي عن طريق تنمية قدراته و تقبل عيوبه و نواقصه, و كذا الغوص في أعماق كيانه الوجداني للاستكشاف نقاط القوة و استغلالها لصالح تنمية الذات من أجل الارتقاء إلى أعلى مستويات الثقة بالنفس. 

و خلاصة القول, امنح نفسك الثقة فهي تستحقها, لأنها تعد أولى خطوات النجاح و إبحث في ذاتك بحب و رضا, و تأكد أنك تمتلك أشياء جميلة لم تكتشفها بعد, و لا تنظر إلى الوراء إلا لاكتساب الخبرة و تطوير الذات, لذا ابدأ أول مراحل نجاحك بنفس واثقة لتنعم بالسلام الداخلي, فالثقة ما هي إلا نتاج للأفكارك  الإيجابية و إنجازاتك الناجحة في حياتك. كما أن الثقة بالنفس تعد أقوى سلاح تملكه في مواجهة الحياة اليومية, ذلك لأنها هي اليد الخفية التي تساعدك على النهوض عندما تتعثر, وهي ايظا ذلك الصوت الخفي الذي يلهمك بأنك تستطيع و كذا إيمانك بقدراتك كإنسان ضعيف على مجابهة الصعاب و أحمال أكبر منك.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٥٤ ص - Salma karam
يناير ١٧, ٢٠٢٢, ٢:٢٢ ص - Bayan Adel
نوفمبر ١١, ٢٠٢١, ٧:٤٤ ص - Dena Shokry
أكتوبر ٦, ٢٠٢١, ٥:٤٩ ص - Mostafa
About Author