امي ليست كاذبة

  • جئت الى هذا العالم بوجه اسود ، كسواد قلوب البشر ، وبقلب ناعم كالحرير ، لطالما اخبرتني امي انني جميلة رغم لوني القاتم ، و لطالما عزفت على مسامعي ان سوادي سر جمالي ، لقد صدقتها لاني الامهات لا تكذب و لا تنافق ، الا اني بمجرد دخولي الى المدرسة ، علمت ان امي كاذبة ،نعم كذبت علي ، فصديقتي قالت ان لوني مقزز، و ذلك الطفل المشاغب ينادني بالغراب ، اما المعلمة تستقبل جميع ابناء الصف بالقبلات إلا انا ، لقد قرأت نفورها مني في عينيها رغم اني لا اجيد القراءة ، و لقد سمعت قهقهات أصحابي حين احببت أداء دور الاميرة ، كبرت قليلا و ظننت بمجرد دخولي الى الثانوية سينتهي كره العالم لي،و سوف ينظرون بأعين أمي لي ، الا اني انصدمت بعدوانية اكبر ، كنت انتظر الحب من البشر ، و نسيت ان احب نفسي ، كنت احاول ان اتفوق في الدراسة لانال اعجاب زملائي، لقد غيرت اخلاقي و مبادئي لاجل ذلك الجميل ، كنت اظن اني لا استحق الحب لاني سمراء ، زعمت ان الاسود لا يجب ان ينال العشق من حوله، الاسود خلق للالم و للوجع ، لا مكان للفرح بين طيات حياته ، أسود البشرة و الغبطة خطان متوازيان لا يلتقيان ابدا ، ظننت و ظننت حتى نسيت حقي في الحياة ،اه ياامي لماذا كذبت عليا ؟ لماذا خنتي وعد الصدق ! لقد عشت في الوهم  و صدقت اكاذيبك الجميلة الا لو انك صارحتني كنت جهزت نفسي لمواجهة هذا العالم العدواني ! اتعلمين يا امي ، لقد نبض قلبي لذلك الجميل ذو شعر الاسود المشابه بوجهي ، لطالما سرقت النظر اليه بين الفينة و الاخرى  ، و حينما صارحته بحبي فسخر مني و جعلني نكتة الصف ، اتذكرين ذلك اليوم الذي عدت فيه الى المنزل و قلت اني مريضة و اريد النوم. ،لقد كذبت مثلك ياامي،. لم اكن مريضة  لكني كنت اتألم من سهام العنصرية التي نخرت نفسي .

وقفت امام المرآة و بقيت اتأمل نفسي ، كانت اول مرة اتجرأ و ادقق في ملامح وجهي  , امي ليست بكاذبة ، فانا جميلة كما وشوشت لي امي ، سوادي ليس قبح بل ميزة عن اقراني ، انا ظلمت نفسي كثيرا ، انا من الحقت الأذئ بها حين صدقت كلام البشر و لم اصدق صوت امي .

اعدك يانفسي سوف احبك كما لم احب احد من قبل .

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
About Author