ان كان اسمي ناجي ,هل انجو ؟!

هل اسمي وحده يكفي لكي اعرف عن نفسي !!

هل اسمي يعني لي اكثر من اشيائي المفضلة !!

 

ماذا يفعل اسمي بعدم حيلتي ... ان كنت بلا مأوى ... بلا حلم ... بلا إنجاز ... بلا وعود قطعتها ... و بلا وعود قطعت لي ... لا انتظر احد ... ولا أحد ينتظرني ... الى هذه الحظة أنا بلا مستقبل ... وفي كل لحظة انا بلا مستقبل ... بلا ربيع ... حتى الخريف أنا لا أملكه ... ماذا يفيد الاسم ؟ ... ماذا يفيدني اسمي ؟ ... هل يخرج من عتمتي نور ... هل يزهر ايامي ... هل يغير ملامح وجهي العابس ... ام انه يصنع لي قوة ... هل تفرق ان كنت حسن أو كنت مصطفى ... هل سيتغير وضعي وقتها ... لا ... لن يتغير شي ... رغم ذلك سأعرف عن نفسي كما أحب ...

 

الاسم ... الاسم نازح ... والهوية غير محددة ... أما العنوان فضائع ... يمكنك تعريفي على اني احد سكان الارض ... وايضا احد متنفسين الهواء ... أحد متنفسين الهواء بعمق ... أحد الناظرين إلى السماء ليلا ... و أحد الناظرين الى السماء صباحا... أحد المدققين بالنجوم ... دون احصائها ... انا املك على الأرض ... رغم القليل الذي لم أعرف غيره ... الا اني املك على الأرض ... واملك كثيرا ... أملك الكثير من الذكريات  ... الكثير من الذكريات ما يجعل نسيانها محال ... ذكريات عالقة ... الأصوات والمشاهد والروائح كل شي غير قابل للنسيان... رغم السكون الذي لا اجد غيره ... الا ان في اذاني صرخات عالقة ... اصوات قصف ... اصوات انهيارات ... وما زلت أشم رائحة الدم في كل نفس أخذه ...  

 

حفرت الدموع مجراها على خدي ...لكن سأقول كما قال المتنبي  أنا الذي أنا الذي  ... انا الفاقد للأمل ... انا الشارد دائما ... انا المصغي للاشيء ... انا الذي عاقبته أمه بموتها لأنه تأخر ... انا المتأخر دائما ... أنا الذي لم يعد ينظر للمرآة  ... فملامح اخي الشهيد على وجهي ... انا الشيء الزائد ... وانا الشيء الناقص ... انا العميق ... وانا السطحي ... انا بلا موهبة ... انا بلا شعور ... أنا الذي لا يعرف نفسه ... انا الذي تاه في كل شيء ... أنا الاحلام الضائعة ... انا ابن مأساة الحرب ... انا الناجي من الكارثة ... الكارثة التي ضننت انني تركتها ...  إلا أنها في داخلي ...

 

كيف انجو الآن ؟؟؟ كيف اصبح ناجي بالحقيقة ... كيف اتخلص من صور الحرب العالقة في رأسي ... كيف اتخلص من الاصوات و صداها ... كيف انسى امي وضحكاتها ... كيف انسى كلمات اخي ... كيف ... وانا الذي كل شيء يذكرني بهم ... اتذكرهم دائما ... كلما ذكر اسمي الذي اكرهه (ناجي) اتذكرهم ... انا ناجي وليتني نجوة ... كيف انجو الآن ؟؟

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author

وتحسب انك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الاكبر.